عاصر الكثيرين من تلاميذ المسيح وتنصّر على يدهم.
تتلمذ للقديس يوحنا الحبيب الذي أقامه أسقفاً على مدينة أزمير.
فقام يسوس رعيته بحكمة وغيرة رسولية، ممَّا جعل يوحنا الحبيب يقول عنه في كتاب الرؤيا :
"أكتب إلى ملاك كنيسة أزمير: هذا ما يقوله الأول والآخر... لا تخف شيئاً مما يصيبك من التألم... فكن أميناً حتى الموت فسأعطيك اكليل الحياة"
( رؤيا ٢: ٨...).
وفيمَا كان القديس أغناطيوس بطريرك أنطاكية ذاهباً إلى روما للإستشهاد، مرَّ بمدينة إزمير فذهب بوليكربوي إلى ملاقته وعانقه وقبَّل قيوده.
وعندما وقع الخلاف بين كنيسة روما وكنائس الشرق على يوم الإحتفال بعيد الفصح، ذهب بوليكربوس إلى روما لمقابلة البابا أناكليتوس الذي أكرم وفادته وعقد مجمعاً حضره بوليكربوس وإتفق وإياه بشأن عيد الفصح، على أن تبقى كل كنيسة من كنائس الشرق والغرب على ما إعتادته قبلاً.
وقد ذكر المؤرخ أوسابيوس في تاريخه الكنسي (ف ٢٤)، أنّ البابا أناكليتوس قلَّد بوليكربوس أن يقوم بالوظيفة الحبرية نيابة عنه، جهراً في جماعة المؤمنين، وذلك تعظيماً له.
ولما ثار الإضطهاد على المسيحيين قبض والي آسيا على القديس فإستحضره وأخذ يحاول إقناعه بأن يكفر بالمسيح ويضحّي للأصنام.
فأجابه : لقد مضى عليّ ست وثمانون سنة في خدمة المسيح، فكيف أكافيه بالجحود وهو ملكي وإلهي؟".
فأمر الوالي بأن يحرق بالنار.
فقال الشهيد :
"إنّ النار التي تتهددني بها تطفأ، أمَّا تلك التي أعدّها الله لتعذيب الأثمة فهي أبدية لا تطفأ".
حينئذ طرحوه في النار فرفع عينيه إلى السماء وأخذ يصلّي ويسبّح الله فلم تؤذه النار.
فطعنه جندي فجرى منه دم غزير أطفأ النار، فآمن كثيرون وأسلم روحه في السنة ١٦٦، يوم سبت النور.
صلاته معنا. آميـــــــن.
#خدّام الرب