كان هذا القديس من أسرة شريفة في القسطنطنية تربى على حب الفضيلة والتقوى، ونبغ في العلوم.
فتقدَّم في مراتب الدولة العالية.
وتزوّج بإمرأة صالحة وَلدَت له إبناً وإبنة، فبسمت له الدنيا بكل ما فيها من مجد ونعيم.
غير أنه رغب عنها إلى الله الخير الأسمى والحق والجمال الأوحد.
فإتفق هو وإمرأته وإبناهما على إعتناق الحياة الرهبانيّة القَشِفة.
فذهبت هي وإبنتها إلى أحد الأديار، وهو وإبنه تاوذولوس إلى بَرِّية سينا.
وأكبَّ على تأليف الكتب في الحياة الرهبانيّة ورسائل عديدة لا تقلُّ عن الألف إلى أساقفة وكهنة ونساك وأمراء وحكام، يشرح فيها الحياة وجمال الفضائل.
أسر العربان إبنه تاوذولوس وباعوه في فلسطين فإشتراه أسقف ألوزا وحرَّره، فإهتدى إليه أبوه بعد أن طاف البلاد باحثاً عنه.
وأراد الأسقف أن يُبقيه هو وإبنه عنده فإعتذر، مؤثراً حياة النسك والإنفراد.
فرقّاه الأسقف هو وإبنه إلى درجة الكهنوت.
فعادا إلى منسكهما في جبل سينا.
وما لَبِث أن رقد رقاد الأبرار بين يديّ ولده الكاهن تاوذولوس سنة ٤٣٠.
صلاته معنا. آميـــــــن.
وفي هذا اليوم أيضاً :
تذكار القديس يوحنا الكوخي
وُلد يوحنا الملقب بالكوخي في مدينة القسطنطنية، أبوه أفتروبيوس من عظماء قواد الجيش وأمُّه تاودورا من أكرم النساء الشريفات.
تربَّى يوحنا في أحضان الترف والدلال.
إنما كان ميّالاً إلى حب الفضيلة ومداومة التردد إلى الكنيسة.
وعلى طلبه إبتاع له أبوه إنجيلاً موشَّى بالذهب والجواهر الكريمة، إتخذه يوحنا سميرَه الوحيد.
فرَّ من البيت دون علم والديه إلى دير ترهّب فيه.
أمَّا أبواه فحزنا جداً لفراقه وبذلا الجهد في التفتيش عنه طويلاً فلم يجداه.
إنكبّ على ممارسة الفضائل.
لكنَّ تفكيره بما لحق بوالديه من غمّ وألم أنحلَ جسمه وكاد يودي بحياته فأذن له الرئيس بزيارة أهله.
أقام على باب قصر والديه بثياب رَّثة كفقير متسوِّل؛ فلم يعرفه أحد.
وإستمر سنتين لا يبوح بسرّه عائشاً في كوخ حقير.
أوحى إليه بالحلم بدنو أجله، فأرى والديه الإنجيل فعرفاه وأسلم الروح سنة ٤٥٠.
صلاته معنا. آميـــــــن.