وُلد هذا القديس في مدينة بواتيه في فرنسا من أسرة شريفة.
درس العلوم ومارس الفضائل وتسامى فيها وكان يستغرق في التأمل ولا سيما في فاتحة إنجيل يوحنا : في البدء كان الكلمة.
وشعر بعد إعتماده بسعادة تفوق الوصف.
تزوج بإمرأة فاضلة رُزق منها إبنة.
وماتت بعد أن إرتقى درجة الكهنوت.
فكرَّس ذاته لخدمة الله.
وأشار على إبنته بالترهّب.
وأخذ يتفانى غيرة في خلاص النفوس.
وفي سنة ٣٥٠، أنتُخِب أسقفاً على مدينته بواتيه، خلفاً للقديس مكْسَنْت.
فطَفِقَ يواصل جهاده في خير رعيته، ويناصب الآريوسيين، مدافعاً عن الإيمان الكاثوليكي بخطبه البليغة وتآليفه القيِّمة.
فنفاه الملك قسطنس الآريوسي إلى فريجيا في أطراف آسيا الصغرى.
فسار إلى منفاه، وهو يقول: من الممكن نفي الأساقفة ولكن هل يمكن نفي الحقيقة؟! إن كلمة الله لا يمكن أن تقيَّد بنفيٍ أو أسرٍ.
وكان، وهو في منفاه، يُشغل العالم بكتاباته وتآليفه ورسائله إلى كهنة أبرشيته يحثهم على القيام بواجباتهم نحو الرعية.
وفي سنة ٣٥٩، حضر مجمعاً عقد في مدينة سلوقية، فقام فيه يدافع مدافعة الأبطال عن حقيقة العقيدة الكاثوليكية.
ثم رجع إلى كرسيه في بواتيه.
فكان له إستقبال منقطع النظير.
فعاد يواصل جهاده في خير أبنائه ، بمثله الصالح ومواعظه المؤثرة، عاكفاً على تأليف الكتب الدينية أخصَّها بحثه في سرِّ الثالوث الأقدس وتفسير المزامير وإنجيل متى.
وهو أول من أدخل الحياة الرهبانية إلى الغرب.
وأجرى الله على يده آيات باهرة ورقد بالرب في سنة ٣٦٦.
صلاته معنا. آميـــــــن.