بصوت الخوري جان بيار الخوري :
وُلد يوحنا كليماكوس في فلسطين عام ٥٢٥.
تخّرج في العلوم، ونبغ فيها، ولا سيما بالفصاحة، حتى لقب "بالمعلم" وهو أحد آباء الكنيسة. ويلقب "بالسلَّمي" أو كليماكوس نسبة الى كتابه الذي أسماه باليونانية "كليماك"، أي السلّم.
وهو يعلم الارتقاء بالفضائل حتى الكمال.
وما بلغ السادسة عشرة حتى صغرت الدنيا في عينيه. فعاف العالم واباطيله، وذهب الى دير جبل سينا الشهير حيث تتلمذ لراهب شيخ جليل يدعى مرتيريوس، سلم اليه قيادة أمره.
ولم تمض عليه اربع سنوات في الدير حتى ارتقى الى أسمى الفضائل، ولا سيما الطاعة لمرشده.
ولما بلغ العشرين من عمره.
لبس الثوب الرهباني، وأبرز نذوره وأصبح مثال الجميع بالسير في طريق الكمال، حتى قال عنه ستراتيفوس رئيس الدير:" ان يوحنا سوف يكون أحد الانوار العظيمة في المسكونة".
ثم انفرد في البرية عند سفح جبل سينا، واقام في كوخ قريب من الكنيسة التي بناها الملك يوستينيانوس للنساك في ذلك القفر. ولم ينفك عن مطالعة الكتاب المقدس واكتناه معانيه السامية. وقد وضع ذلك الكتاب البدجيع "سلّم الفضائل" ليكون دستور عمل ليس للرهبان فحسب، بل لجميع النفوس الراغبة في الفضيلة. وهو نتيجة تأملاته وتعمقه في فلسفة الانجيل وعلم النفس.
وقسم كتابه الى ثلاثين درجة، اولها الزهد في الدنيا، وآخرها الفضائل الالهية الثلاث الايمان والرجاء والمحبة.
وصار رئيساً على دير سيناء وكان مثالاً أعلى في القيام بجميع الواجبات الرهبانية ومناراً بفضيلتي التواضع والمحبة.
وله رسالة مسهبة في واجبات الرؤساء والمسلطين، فيها من الحكم والنصائح الرشيدة، ما يضمن الخير والنجاح للرؤساء وللمرؤوسين.
وكانت نفسه تصبو دائماً الى العزلة والانفراد. فتنازل عن الرئاسة وعاد الى خلوته في منسكه، منعكفاً على مناجاة الله بالصلاة وانواع التقشف، الى ان رقد بالرب سنة 605 وله من العمر ثمانون سنة. وقد أجرى الله على يده آيات عديدة.
صلاته معنا. آميـــــــن.
#خدّام الرب