شهادة الأب أنطوان يوحنّا لطّوف
القصّة :
تغيّرت طباع الزوجة فجأةً ونفرت زوجها وتكتّمت على تحرّكاتها وأهملت الأولاد.
ولم ينفع زوجها أن يسألها عن سبب هذا التغيّر، ولم تؤثّر فيها نصائح أهلها، الذين عرفوا أنّ زوجها لا ذنب له.
كان هناك ظنٌّ قويّ بأنّ سحرًا قد عُمِل، لكنّ البحث المتكرّر في المنزل لم ينفع.
قرّر الزّوج أن يصبر على معاناته وأن يكون دائمًا في حال النِّعمة، معترفًا بخطاياه، وأن لا يأتي بردّة فعل لا ترضي الربّ.
ثابر على تلاوة صلاة القدّيس ميخائيل وصلوات التحرّر من السحر، وكان يجد صعوبةً في تلاوتها.
وذات ليلة وهو يُصلّيها تلقّى صفعةً قويّة، ولم يكن أحدٌ بقربه، والإحمرار النّاجم دامَ أيّامًا!
تدخّل القدّيس شربل :
كان الزوجان يستشفعان دائمًا بالقدّيس شربل ويزورانه في عنّايا.
وذات ليلةٍ شاهد الزّوج القدّيس شربل حاضرًا أمامه، ثمّ قاده إلى حيث يوجد عمل السحر، الذي كان مخفيًّا بحيث يصعب إيجادُه.
كان هناك ورقةً فيها طلاسم، وكان مكتوبًا فيها أن تنفر الزوجة من زوجها كي تخرب الأسرة.
ولحظة أزيل عمل السحر، وبطريقة مفاجئة أيضًا، عادت مشاعر الزّوجة إلى سابق عهدها وأدركت أنّ ما حلّ بها كان من تأثير السحر، فإستغفرت زوجها وإنطلقا في اليوم التّالي إلى عنّايا لشكر القدّيس وتسجيل الأعجوبة في سجلّ العجائب.
وكافأ الربّ الزّوج على صبره وصلاته، وإنتهت معاناة الأولاد، الذين تأثروا جدًا بما جرى.
هذه القصّة، من بدايتها حتّى خواتيمها، جرت بمعرفتي.
وأنا أسألُ كلَّ مَن يعاني من جرّاء عمل سحر أن لا يلجأ إلى ساحر لفكّ السحر، فيزداد تاثير الشرّ عليه.
فليس لنا سوى التّوبة والصلاة والصبر في محنة كهذه، مهما طال الانتظار.
عندها ينظر الربّ إلينا ويحرّرنا بحسب حكمته ومشيئته، ساعة يشاء وبالطّريقة التي يشاء.
العِبرة :
الله ينظر إلى معاناتنا ويقبل شفاعة قدّيسيه لأجلنا.
وهو يريد الحفاظ على الأسرة ويقبل شفاعة قدّيسيه لأجلها.
وشفاعة القدّيسين ثابتة، والسحر موجود ومؤذٍ جدّا جدًّا، بطرق لا نتصوّرها.
ويتبيّن من هذه القصّة أنّ الشرّير من خلال السحر قادرٌ على أن يؤثّر في مشاعر الناس وأفكارهم ويوجّهها لأذيّتهم وخرابهم من دون أن يتمكّنوا من المفاومة، ومن دون أن يدركوا ماذا يحصل لهم.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا