"ربي يسوع المسيح إبن الله الحي إرحمني أنا الخاطئ."
يقول الآباء القديسون إن صلاة إسم يسوع، أو صلاة القلب، هي صلاة كاملة لأن المصلّي يعلن أنّ يسوع هو الرب، وأنه إبن الله الحيّ، ويعلن عن نفسه أنه خاطئ ويطلب من يسوع الرحمة.
وتتلى صلاة إسم يسوع مع سجدات صغيرة أو كبيرة، ومع كل سجدة يرسم المصلّي شارة الصليب، معلناً للربّ شوقه إلى التوبة وملتمساً منه تغيير القلب.
وهو في سجوده يستنزل مشاعره وأفكاره مع إسم يسوع من العقل إلى القلب، مستذكراً الإسم الكريم بعذوبة وحب.
فالسجدة هي إجلال للرب يسوع، وجهد جسدي يبذله المصلي مع جهده الروحي.
فعبارة "سجدة" metanoia أو "مطانية" تعني جهاد المصلّي لأجل تغيير العقل القلب، في فعل توبة يدوم لمدى الحياة.
هكذا جاهد الرهبان المتوحّدون فتنقَّوا وتطهّروا بصلاة القلب، مشفوعة بجهادات التقشّف والأصوام والسهرانيّات وصلوات الساعات والذبيحة الإلهيّة ومطالعة الكتاب المقدّس وكتابات الآباء، وعاين بعضهم تجلّيات النور الإلهيّ غير المخلوق.
فالرهبان المتوحّدون هم "كواكب على الأرض" و "معلّمو المسكونة" لأنهم إستناروا بأنوار الروح القدس، فأرشدوا وعلموا ووعظوا وكتبوا ودافعوا بإستماتة عن الإيمان القويم، وصار كثيرون منهم "معترفين"، أي عانوا النفي والسجن وشدّة الإضطهاد والتعذيب وتوتير الأعضاء، وإستشهد منهم كثيرون.
صلاة إسم يسوع ألهمها الرب للكنيسة لأجل تقديس المؤمنين، رهباناً وعلمانيين.
ففي الإسم الإلهيّ قوّة الشفاعة وقوّة التنقية لأجل التوبة، وقوّة الخلاص، لأنّ إسم "يسوع" يعني "الله يخلّص".
فبشفاعة آباء القفر النسّاك والقدّيسين والمعترفين والشهداء، إمنحنا يا يسوع توبة صادقة، وإرحمنا وإرحم عالمك، وخلصنا. آميـــــــن.
/الأب أنطوان يوحنا لطوف/