كان من مخلّفات الحرب العالمية الأولى المحزنة رجل قطعت يداه ورجلاه وفقد عيناه فهو عبارة عن كومة من اللحم ينبض بالحياة بل ينبض بالعذاب.
وكان يعالج فى مستشفى في إنجلترا فى قسم مخصّص لضحايا الحرب الذين أمعنت الحرب فى تشويههم .
وهو مكان منعزل يقضي فيه هؤلاء المساكين البقيّة الباقية من حياتهم فى بؤس وشقاء.
كان الرجل يشعر أنه ثقل على نفسه وعلى غيره وأنه لا خير منه ولا أمل له فى الحياة.
ومرّت الأيّام المظلمة عليه متثاقلة وهو يشعر كأنّ كل يوم من حياته هذه البائسة كأنه دهراً من الزمان.
لماذا لي حياة؟
شعر بأنه يريد أن يموت فمن الخير أن يموت ويستريح.
فاتح الممرّضين والأطبّاء برغبته فى الموت وألحٍ فى طلبه.
متوسّلاً مستحلفاً إيّاهم بكل عزيز لديهم أن يعطوه شيئاً يميته ليضعوا حداً لهذا العذاب.
فوصل الأمر إلى كبير الأطباء ثم إلى الحكومه حتى بلغ مسامع الملك نفسه.
وإذا بكبير الأطباء يحضر لزيارة الرجل المعذّب ويقول له : أنك لن تموت.
_لماذا يا سيدي ما الفائدة من حياتي الشقية؟
_لقد أبلغنا رغبتك في الموت إلى جلالة الملك فكان ردّه قولوا له (الملك محتاج إليك)
وهنا عاشت روح الرجل فيه و لأول مرة أشرق وجهه, وإرتسمت إبتسامة رضا؛ وقال : (ما دام الملك يريدنى فإني أعيش من أجل الملك)
أخى الحبيب :
إنّ الملك محتاج اليك.
أخي الحبيب .... يا من وضعت كأيوب فى الهاون فسحقت بلآلام.
يا من تظن أنك أنت المتألم الوحيد بين الناس، وأنّ آلامك من طراز خاص لا يوجد مثلها.
يا من يأست من حياتك.
إنّ الرب محتاج أليك.
ويريدك أن تعيش لأجله.
فهل تعيش من أجل ملكك وحبيبك ملك الملوك ورب الأرباب؟
"فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا."(رو ٨: ١٨)
لو كنت تمرّ بظروف صعبة، لا تستسلم و تذكّر أن لك الإنتصار.
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/