نعرض هنا البراهين الكتابيّة على ألوهيّة المسيح، التي يُنكرها الكفَرة والهراطقة وشهود يهوه.
قال يسوع لتوما :
"هات إصبعك فانظر يديّ، وهات يدك فضعها في جنبي، ولا تكن غير مؤمن بل مؤمناً".
أجابه توما : "ربّي وإلهي" (يوحنا ٢٠: ٢٤ - ٢٨).
المسيح هو الرب والإله، يتمتّع بجميع صفات الألوهة.
"ففيه يحلّ جميع كمال الألوهة حلولاً جسديا" (كولوسي ٢: ٩).
"هو صورة الله الذي لا يُرى وبكر الخلائق كلّها. فيه خُلق كلّ شيء في السماء والأرض وتحت الأرض، ما يُرى وما لا يُرى، أعروشًا كانوا أم سيادات أم رئاسات أم سلطات. كلّ شيء خُلق به وله. كان قبل كلّ شيء وبه يقوم كلّ شيء" (كولوسي ١٥:١ ١٧).
"وهو فوق كلّ شيء إلهٌ مباركٌ أبد الدّهور" (رومة ٥:٩)
١- هو أزلي أبدي :
هو الكلمة الذي كان في البدء مع الله، والكلمة هو الله (يوحنا ١: ١).
كان قبل كلّ شيء )قولوسي ١: ١٧) وهو والآب واحد (يوحنا 10: 30)، ومن رآه فقد رأى الآب (يوحنا ١٤: ١ ـ ١٠).
هو الألف والياء، الأوّل والآخر، البداية والنهاية (رؤيا ٢٢: ١٣)، الذي كان والكائن والذي سيأتي (رؤيا ٤: ٨).
وهو موجود منذ الأزل:
"قبل إن يكون إبراهيم أنا كائن" (يوحنا ٨: ٥٨).
هو منذ الأزل وإلى الأبد، ولن يكون لملكه نهاية") (لوقا ١: ٣٤).
لذلك فهو شريك المجد الأزلي "وربّ المجد" (١ قورنتس ٢: ٨).
٢ - هو نور :
الله نور ( ١ يوحنا ١: ٥)، ويسوع هو "بهاء مجده" (عبرانيين ٣:١).
هو "النور الحقّ الآتي إلى العالم" (يوحنا ١: ٩ و ١٢:٨ و ٥:٩ و ٤٦:١٢).
وهو يدعونا لأن نسير "سيرة أبناء النّور" (أفسس ٥: ٩)، فندخل عروس الحمَل أورشليم الجديدة "التي لا تحتاج إلى ضياء الشمس والقمر لأنّ مجد الله أضاءها والحمَل (يسوع) قام مقام مشعلها" (رؤيا ٢١ :٢٣).
٣ - به كان الخلق، وهو معطي الحياة :
"فيه خُلق كلّ شيء ممّا في السّموات وممّا في الأرض، ما يُرى وما لا يُرى: كلّ شيء خُلق به وله" (كولوسي ١: ١٦).
"وبدونه ما كان شيء مما كان" (يوحنا ١: ٣).
"وبه أنشأ الآب العالمين" (عبرانيين ١:٢).
٤ - له كلّ سلطان في السّماء وعلى الأرض :
يسوع أُعطي كلّ سلطان في السـماء وعـلى الأرض (متى ٢٨: ١٨).
وهو "رأس كلّ صـاحب رئاسـة وسـلطة" (كولوسي ٢: ١٠) "لأنّ الآب جعل كلّ شيء تحت قدميه" (١ قورنتس ١٥: ٢٧) "ولم يدَع شيئاً غير خاضع له" (عبرانيين ٢: ٨).
"فهو فوق كلّ شيء إلهٌ مُبارَكٌ أبد الدهور" (رومة ٩: ٥).
"لذلك رفعه الله وأعطاه إسماً فوق كلّ اسم، لكي تجثو لإسم يسوع كلّ ركبة مما في السّماء ومما في الأرض، ويعترف كلّ لسان أنّ يسوع المسيح هو الرب، لمجد الله الآب" (فيلبّي ٩:٢-١١).
٥ ـ هو المخلّص :
قال الملاك ليوسف : "يا يوسف إبن داود، لا تخَف أن تأتي بإمرأتك مريم إلى بيتكَ.إنّ الذي كُوِّن فيها هو من الرّوح القدُس، وستلد ابناً فسمِّه يسوع، لأنّه هو الذي يُخلِّص شعبه من خطاياهم" (متى ١: ٢٠ - ٢١).
إنّ كلمة "يسوع" تعني "الرب يخلّص".
فيسوع بذل نفسه في سبيل الخراف (يوحنا ١٠: ١٥) "وصار لجميع الذين يُطيعونه علّة خلاص أبدي" (عبرانيين ٥: ٩)، وبذلك "فسح لنا في مجال الدخول إلى الملكوت الأبدي، ملكوت ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح" (٢ بطرس ١: ١١).
٦ ـ هو الديّان :
"الآب لا يدين أحداً، بل جعل القضاء كلّه للإبن" (يوحنا ٥: ٢٢)
الذي أخضع له الآب كلّ شيء، وجعل كلّ شيئ تحت قدميه (١ قورنتس ٢٧:١٥؛ أفسس ٢٢:١؛ عبرانيين ٨:٢).
"وإذا جاء إبن الإنسان في مجده، تواكبه جميع الملائكة، يجلس على عرش مجده، وتُحشَد لديه جميع الأمم" (متى ٢٥: ٣١).
عندها "سيَدين الأحياء والأموات" (٢ تيموطاوس ٤: ١).
فإنّه "لا بُدّ لنا جميعاً أن نمثُل لدى محكمة المسيح لينال كلّ واحد جزاء ما قدّمت يدُه وهو في الجسد، أخَيراً كان أم شرّاً" (٢ كورنتس ٥: ١٠).
٧ ـ هو غافر الخطايا :
"رفعه الله بيمينه وجعله سيّداً ومخلِّصاً ليمنح إسرائيل التّوبة وغفران الخطايا" (أعمال ٥: ٣١).
ويخاطب بولس أهل كولوسي قائلاً :
"كنتم أمواتاً بزلاتكم، فأحياكم الله مع المسيح وصفح لنا عن جميع زلاّتنا، ومحا ما كان علينا من صكّ للوصايا وألغاه مسمّراً إيّاه على الصليب، وخلع أصحاب الرئاسة والسلطة وعاد بهم إلى ركبه ظافراً" (٢: ١٣ - ١٥).
٨ - يسوع هو الله، إله وإنسان معاً :
يسوع هو نور، وهو أزليّ وأبدي، وبه كان الخَلق، وهو مُعطي الحياة، وله كلّ سلطان في السّماء وعلى الأرض، وهو المخلِّص والديّان وغافر الخطايا، كما أثبتنا، فهل يكون غير الله؟ لأنّ هذه الصّفات لا تنطبق إلاّ على الله، الذي هو كلّي المعرفة وكليّ القدرة، وحاضر في كلّ مكان، ولا بداية ولا نهاية له.
٩ - "لا يكون لملكوته نهاية" :
قال الملاك جبرائيل لوالدة الإله عند البشارة: "الروح القدُس يحلّ عليكِ وقُدرة العليّ تظلّلكِ، لذلك القدّوس المولود منكِ يُدعى إبن الله… ها أنتِ تحبلين وتلدين إبناً وتسمّينه يسوع. هذا يكون عظيماً وإبن العليّ يُدعى… ولا يكون لملكوته نهاية" (لوقا ٣١:١-٣٥).
خاتمة :
سأل يسوع تلاميذَه: "مَن إبن الإنسان في قَول الناس"؟ فقالوا: "بعضُهم يقول هو إيليّا، وبعضهم يقول هو يوحنّا المعمدان، وغيرهم يقول: هو إرميا أو أحد الأنبياء".
فقال لهم : "ومن أنا في قولكم أنتم"؟ أجاب بطرس: "أنت المسيح ابن الله الحيّ".
فأجابه يسوع: "طوبى لك يا سمعان بن يونا، فليس اللحم والدم كشفا لك هذا، بل أبي الذي في السموات" (متى ١٦: ١٣ - ١٧).
وقال مخاطباً فيلبّس : "ألا تؤمن بأنّي في الآب وأنّ الآب فيّ؟ إنّ الكلام الذي أقوله لكم لا أقوله من عندي بل الآب المقيم فيّ يعمل أعماله.
صدّقوني: إنّي في الآب والآب فيّ" (يوحنا ١٤: ١٠ - ١١).
فهل نؤمن، أم إنّنا نرى الحقيقة ونُنكرها فنكون كمن قال فيهم المسيح مستشهدا بأشعيا :
"أعمى عيونهم وقسّى قلوبَهم، لئلاّ يبصروا بعيونهم ويفهموا بقلوبهم" (متى ١٢: ٤٠)؟
حقاً : "طوبى للذين يؤمنون ولم يروا" (يوحنا ٢٠: ٢٩).
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/
#خدّام الرب