تقول قصة أنه من أشهر لاعبي البهلوان الذين عاشوا في أميركا، شاب فرنسي الجنسية يدعى "بلوندان".
ففي الخامسة والثلاثون من عمره إستطاع هذا الشاب أن يعبر فوق شلالات نياغرا العظيمة، سائراً على حبل معلّق فوقها.
لقد كان أوّل شخص في التاريخ ، وإستغرقت معه تلك المسافة عشرون دقيقة ، وبلغت تلك المسافة ١١٠٠ قدم.
لقد حضر ذلك العرض التاريخي حشد كبير من الناس، وإزاء وصوله إلى الطرف الآخر أخذ الجميع بالتصفيق بشدّة إعلان لإعجابهم بذلك العمل العظيم.
ولكي يثير بلوندان إعجاب مشاهديه أكثر، طلب أن يضعوا منديلاً فوق عينيه، راغباً بذلك، ان يعبر تلك الشلالات، وهو مغمض العينين.
وإستطاع حقاً.
ولكن هذا لم يشبع عطش بلوندان، ورغبته بالمغامرة والشهرة.
فذات يوم، أعلنت الجرائد بأنّ بلوندان سيعبر فوق شلالات نياغرا رافعاً على كتفيه مديره السيد "كولكورد" .
فإحتشد الصحافيين والآلاف من الناس، لمشاهدة ذلك الحدث العجيب.
لقد إستجمع بلوندان كل ما كان لديه من قوّة، عقليّة وجسديّة، وشرع بالسير على ذلك الحبل المعلّق فوق تلك الشلّالات العظيمة، لم تكن تلك المجازفة بالأمر الهيّن إذ كاد الإثنين يهويان إلى أسفل.
ولكن أخيراً إستطاع بلوندان أن يعبر تلك الشلالات حاملاً مديره على كتفيه.
صديقي...
لقد صدّق كثيرون بأنّ بلوندان قادر أن يعبر فوق تلك الشلالات العظيمة، فلقد رأوه ليس مرّة ولا إثنتان، بل مراراً كثيرة، حتى وهو مغمض العينين.
ولكن واحد فقط أسلمه حياته وهو مديره السيد "كولكورد" ، وقبل أن يجلس على كتفيه، معلناً ثقته الكاملة بأنّ بلوندان قادر أن يعبر به فوق شلالات نياغرا .
وبالمثل...
لقد حملنا المسيح على منكبيه... عندما صُلب عنا.. .فعبر بنا الهوّة العظيمة الفاصلة بين الأرض والسماء بصليبه.. .
فهو قد صالح السمائيين بالأرضيين بالصليب.. وأنقذنا من موت أرواحنا الأبدي..وفتح لنا طريق الفردوس مرة أخرى...
تألم كثيراً من أجلنا ..حتى يتيح لنا هذه الفرصة أن نعيش معه إلى الأبد.. .محرّراً إيّانا من سلطان الموت الأبديّ.
"يُصَالِحَ بِهِ الْكُلَّ لِنَفْسِهِ، عَامِلًا الصُّلْحَ بِدَمِ صَلِيبِهِ، بِوَاسِطَتِهِ، سَوَاءٌ كَانَ: مَا عَلَى الأَرْضِ، أَمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ.."
(كو ٢٠:١)
صحيح يا صديقي أنّ كلامي مكرّر جداً.. لكن هذا الخلاص عظيم جداً جداً.. كان يشتهيه من قبلنا أن يعبر إلى الفردوس مباشرة.. لكنهم كانوا منتظرين إلى زمان حتى جاءهم المسيح بروحه عندما أسلمها على الصليب..
فحررها مقتاداً إياها إلى مكان الراحة.. يا ليتك يا صديقى.. لا تستهن بمقدار هذا الخلاص.. ركز في هذا الأسبوع على آلام المسيح التي تألّمها عنك بالذات... حتى يعطيك هذا الخلاص المجاني بدمه...
وهو لايريد غير قلبك يسير معه ويشتهي بحب عيش وصاياه...
الرب معك.
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/