نشأ الصبيّان بيار وطوني، في عائلة متواضعة، يعمّها السلام.
ولفرحة والديهما لم يكن بيار وطوني أخوان فقط، بل كانا أفضل صديقين لبعضهما البعض.
لكن للأسف ، لم يدم السلام والراحة طويلاً في تلك العائلة، إذ بدت علامات الضعف والمرض تبدو على جسد طوني الصغير.
بعد إستشارات طبيّة ، تبين أنّ الصبي الصغير طوني، مصاب بمرض عضال، والذي سيؤدي إلى موته، إن لم يخضع لعلاج قوي، يعقبه عمليّة نقل دم.
سلّم والدا طوني، الأمر إلى الربّ بالصلاة، وإبتدأ الأطباء في البحث عن الشخص المناسب ليتبرع بدمه لهذا الصبي الصغير.
بعد أسابيع قليلة، تبيّن للأطباء، أنّ الشخص الذي تتناسب خصائص دمه مع طوني، هو أخيه بيار.
كان الوقت يمضي بسرعة، وطوني يضعف يوماً فيوماً، ولا بد ونقل الدم.
أخذ ذلك الأب، إبنه بيار على حضنه، ونظر إليه والدموع تملئ عينيه، ثم سأله قائلاً :
"يا بيار، هل تريد أن يشفى أخوك؟"
أجاب ذلك الولد :
"نعم يا بابا، أنا أريد..."
تابع الأب حديثه قائلاً :
"ولو تطلّب أمر شفاء أخيك، إعطاءه دمك، فهل تقبل؟"
غص الولد وسأل أبوه :
"أليس هناك من طريقة أخرى يا أبي؟"
أجاب الأب :
"كلّا يا إبني ... فدمك هو الوحيد الذي يستطيع أن يشفي أخيكّ".
أجاب بيار :
"إذاً أنا أقبل يا بابا، أنا مستعد..."
أُدخل الولدان إلى المستشفى، وإبتدأ الأطباء بإجراء العلاج، ثم تلاه نقل الدم.
كان الأخوان نائمان على سريرين متجاورين، بينما الواحد يعطي دمه للآخر.
كان بيار ينظر إلى أخيه وكأنها للمرة الأخيرة.
أغلق بيار عينيه، ثم سأل الطبيب :
"هل شارفنا على الإنتهاء"؟
أجابه الطبيب :
"تقريباً".
تابع بيار كلامه قائلاً :
"متى سأموت؟ وهل سيكون ذلك مؤلماً جداً؟"
ذُهل الطبيب وأجاب :
"لماذا تقول أنك ستموت يا بيار؟!
أليس هذا هو هدف العملية؟ أن أعطي دمي لكي يحيا أخي؟..."
يا لمحبة هذا الصبي الصغير !
كان بيار مستعداً أن يدفع حياته من أجل أن يحيا أخيه.
إنها أسمى أنواع المحبة، حياة لأجل حياة .
"وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضًا بَعْضُكُمْ بَعْضًا"
(إنجيل يوحنا ١٣: ٣٤)
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا