كان بطرس طالباً بكليّة الهندسة مسيحياً تقياً شديد الذكاء عظيم الإجتهاد.
ولذلك كان ينجح بإمتياز في جميع إمتحاناته بل كان ترتيبه الأول بإستمرار.
وبعدما تخرّج حصل على إذن بالسفر في بعثة خارجيّة إلى إحدى البلدان الأوروبيّة حيث يتابع دراسات عليا يحصل بعدها على الدكتوراه ليعود إلى مصر ويعيّن في أرقى الوظائف.
وأعدّ بطرس كل ما يحتاج للرحلة وفي موعد قيام الباخرة من الميناء ذهب فوجد أنّها ستتأخّر عن القيام ساعة لظروف قاهرة.
ففضّل أن يقضي تلك الساعة في حديقة عامة يتمتّع فيها برؤية الأشجار والطيور والأزهار حتى يحين موعد رحيل الباخرة.
وشدّ إنتباهه وردتان جميلتان جداً في أحد أحواض الحديقة فمدّ يده وقطفهما وبدأ يشمّهما في سرور وإرتياح ولكن يداً غليظة قويّة أمسكت بكتفه عند ذلك وإذا به يسمع خلفه الجندي المكلّف بحراسة الحديقة وهو يقول له كيف تتجرأ وتقطف الورد النادر من هذه الحديقة ؟؟؟
فقال بطرس : إني آسف جداً.
فقال الشرطي : وماذا يفيدني الأسف ؟ إنها مخالفة خطيرة تستحق الغرامة.
فقال بطرس : خذ مني أي غرامة تشاء.
فقال الشرطى : ليس هنا لابد من عمل محضر فى قسم الشرطة أولاً حيث تقدّر الغرامة .....أمامي إلى القسم.
فذهل بطرس وقال : إني مسافر بالباخرة بعد قليل وذهابي إلى القسم معناه ضياع فرصة البعثة وهذا يؤثر جداً على مستقبلى.
أرجوك.
خذ ماتشاء وأطلقني.
ولكن الشرطي لم يستجب للرجاء ونفّذ رأيه وتوجّه به إلى القسم وعمل المحضر ودفع الغرامة ثم أطلق سراح بطرس ولكن بعد أن كانت الباخرة قد أقلعت!!!
ولك أن تتصوّر مقدار حزن بطرس ! ولكن سرعان ما تذكّر إلهه وقال :
يا ربّي يسوع المسيح.
لك الأمر.
حكمتك عظيمة دبّر أموري.
لن يهتزّ إيماني بك.
وفي اليوم التالي نشرت الصحف جميعها وبخط عريض كبير.
نبأ غرق باخرة بجميع ركابها بعد أن قلبتها العواصف والامواج.
وكانت هي الباخرة التي لم يتمكّن بطرس من ركوبها !
وعرف الشاب التقيّ أنّ الله سمح بتأخيره لا ليحدث له ضرر ولكن لكي ينجو من الغرق.
الرب صالح...
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/