قال لوقا البشير في كتاب أعمال الرسل :
"كان شاول لا يزال يَقذِف تهديداً وقتلاً على تلاميذ الرب – فأقبل إلى رئيس الكهنة وطلب منه رسائل إلى دمشق، إلى المجامع، حتى إذا وجد أناساً من هذه الطريقة، رجالاً أو نساءً، يسوُقهم مُوثَقين إلى أورشليم ...وفيما هو منطلق، وقد قرُب من دمشق، أبرق حوله بغتةً نورٌ من السماء.
فسقط على الأرض وسمع صوتاً يقول له : شاول شاول، لِمَ تضطهدُني؟ - فقال مَن أنت يا رب، فقال: أنا يسوع الذي أنت تضطهده.
إنه لصعب عليك أن ترفس المهماز.
فقال وهو مرتعدٌ منذهل : يا رب، ماذا تريد أن أصنع؟ فقال له الرب : قمّ وأدخل المدينة وهناك يقال لك ماذا ينبغي أن تصنع.
أمَّا الرجال المسافرون معه فوقفوا مبهوتين، يسمعون الصوت ولا يرون أحداً.
فنهض شاول عن الأرض ولم يكن يُبصر شيئاً، وعيناه مفتوحتان.
فإقتادوه بيده وأدخلوه إلى دمشق.
فلبث ثلاثة أيام لا يُبصر ولا يأكل ولا يشرب.
وكان في دمشق تلميذٌ إسمه حنَنّيا.
فقال له الرب : قم فإنطلق إلى الزقاق الذي يسمى القويم والتمس في بيت يهوذا، رجلاً من طرطوس إسمه شاول فهوذا يصلِّي".
... فنهض حننيا ودخل البيت ووضع يديه عليه قائلاً :
"يا شاول أخي ، إن الرب يسوع الذي ترأىء لك في الطريق وأنت آت فيها، أرسلني لكي نبصر وتمتلىء من الروح القدس".
فللوقت وقع من عينيه شيء كأنه قشرٌ، فعاد بصره فقام وإعتمد.
وأخذ طعاماً فتغذَّى ومكث أياماً مع التلاميذ الذين بدمشق.
وللوقت أخذ يكرُز في المجامع بيسوع أنه هو إبنُ الله.
فدَهِش كل الذين سمعوه وقالوا أليس هذا هو الذي كان يُبيد في أورشليم الداعين بهذا الإسم، وإنما جاء إلى هنا ليسوقهم موثَقين إلى رؤساء الكهنة؟ وكان شاول يزداد قوة ويُخجِل اليهودَ القاطنين بدمشق، مبرهناً أنَّ هذا هو المسيح"
(أعمال ٩: ١- ٢٢).
وكان يبشّر به في دمشق.
إنّ إيمان بولس لأهمّ حادث تاريخي في صدر النصرانية.
وهو الدليل الساطع على مفعول النعمة التي جعلت من شاول المضطهِد أعظم رسول جن في محبة المسيح، حتى سفك دمه من أجله، كما جاهر بذلك، إذ قال :
"لأني أنا أحقر الرسل ولست أهلاً لأن أسمى رسولاً لأني إضطهدتُ كنيسة الله، لكني بنعمته صرت على ما أنا عليه ونعمته التي فيَّ لم تكن باطلة، بل تعبت أكثر من جميعهم ولكن لا أنا ، بل نعمة الله معي".
(١ كور ١٥: ٩ و ١٠).
صلاته معنا. آميـــــــن.