HTML مخصص
12 Sep
12Sep

لسماع التسجيل أضغط على الرابط التالي :

١٣ أيلول ٢٠٢٠.mp3


ظهر هذا القديس نحو أوائل القرن الثالث في إقليم ليكيا وكان وثنياً إسمه دابريوس وكان إهتداؤه إلى الديانة المسيحية في أنطاكية ، لما أثار الملك داكيوس الإضطهاد على المسيحيين سنة ٢٥٠.

وأنزل بهم أمرّ العذابات، وأشدّها هولاً، رآهم دابريوس يحتملون العذاب بصبر عجيب.

فحرّكت النعمة قلبه فأخذ يطلب من الله أن ينير عقله ويرشده ويقويه، فسمع صوتاً من السماء يقول له : "تشجّع وقم فإنّك تكون سبباً لردّ كثيرين إلى الإيمان بي".

ولساعته أسرع إلى الجلّادين وأخذ يوبّخهم على تعذيبهم المسيحيين ويقول لهم :

"أنا مسيحي" وإزدرى بالآلهة والملك.

فإندهشوا من جرأته، وخافوا من منظره المهيب وقامته الجبارة. 

فأخبروا الملك بذلك.

فأمر بأن يأتوه به وإن أبى فليقطعوا جسده إرباً إرباً.

ولما جاءوا ليأخذوه رأوه يصلي فتهيبوه وأخذوا يلاطفونه قائلين :

"إنّ الملك يدعوك وأتينا لنأخذك لكننا نرجع ونقول له: إننا لم نجدك، فكن بأمان".

أما هو فقال لهم : إنتظروا قليلاً لتروا قوة الله ومعجزة سيدي يسوع المسيح.

وفي الحال أمدّه الرب بآية تكثير بعض خبزات كانت معهم، فتعجبوا وآمنوا وقالوا :

"إننا نعبد الإله الذي تعبده أنت، فلا إله سواه".

فجاء بهم إلى القدّيس بابيلا بطريرك أنطاكية وقبل معهم سر العماد المقدس وتسمى "خريستوفورس" أي حامل المسيح.

ثم قال للجنود أن يقودوه إلى الملك مربوطاً.

فلما مثل امامه ، جاهر بأنه مسيحي وإسمه "خريستوفورس" فحاول الملك إقناعه بأن يرجع إلى دين آبائه وأجداده فلم يفلح فطرحه في السجن.

وأرسل إمرأتين فاسقتين لتفسداه وتقنعاه ليضحي الأصنام.

وما دخلتا عليه، حتى بهرهما نور ساطع فوقعتا على قدميه تطلبان المغفرة والبركة، وعادتا إلى الملك مؤمنتين بالمسيح، فأمر بهما وأماتهما شهيدتين.

وفي الغد إستحضره الملك وقال له : أيّها المجنون، ماذا يفيدك جنونك، فإذبح للأوثان تنج من العذاب والموت، فأجابه القديس : "أنت المجنون، وجنونك شيطاني.

كفاك ظلماً وشراً.

إنك لأعجز من أن تنال مني مأرباً ولو مهما أنزلت بي من العذاب". 

فتميّز الملك من الغيظ وأمر بتعذيبه، فمددوه على مصبَّع من نحاس محمي وطافوا به في المدينة.

ثم أشعلوا ناراً وزجوه فيها، فصانه الله من الحريق.

ولما جاء المسيحيون ومعهم وثنيون ليأخذوا بقايا جسده، ظناً منهم أنه إحترق، رأوه سالماً واقفاً وسط النار يمجد الله. 

عندئذ صرخ الشعب، واحد هو الإله الذي يعبده خريستوفورس ونحن نؤمن به.

وقد آمن آلاف من الوثنيين وإعتمدوا.

وأخذ جميعهم يرتّلون للّه ويمدحونه بالمزامير فإزداد الملك غضباً وأرسل جنوده فأعملوا بهم السيف وبه تكلّلوا بالشهادة.

أمّا خريستوفورس فبعد أن رشقوه بالسهام، قطعوا هامته فطارت روحه إلى الأخدار السماوية نحو سنة ٢٥٨.

صلاته معنا. آميـــــــن.

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.