بصوت الخوري جان بيار الخوري :
إن الملائكة أرواح سماوية موقوفة لخدمة العزة الإلهيّة.
وهم على قول مار توما اللاهوتي، رسل الله، يقومون بمَا يكلفون به من اعمال لدى المخلوقات.
فألملاك جبرائيل هو احد رؤساء الملائكة الثلاثة الذين يذكر الكتاب المقدس اسماءهم وهم جبرائيل، وميخائيل، ورافائيل. وقد اختار الله كل واحد منهم لعمل خاص به.
فجبرائيل، ومعناه "جبروت الله" قد خصه الله بالبشارة.
كما قال هو عن نفسه، لما ترءاى لزكريا في الهيكل :
"أنا جبرائيل الواقف أمام الله، وقد أرسلت لاكلمك وأبشرك بهذا"
(لو ١: ١٩).
وهو الذي بشر سيدتنا مريم العذراء بتجسد الكلمة الازلي، وهو الذي خلص دانيال من جب الاسد ولقنه نبوءته الشهيرة عن مجيئ السيد المسيح الى العالم.
وعلى رأي كثير من العلماء: إن جبرائيل رئيس الملائكة سوف يصرخ بالبوق يوم الدينونة العامة لقيامة الاموات، لأنه كما قال البشير في مجيء المسيح الأول متجسد لأجل خلاص البشر وإفتدائهم كذلك يكون منذر بمجيء المسيح الثاني دياناً بعد قيامة الاموات.
فعلينا ان نقدم له الاكرام اللائق. ونطلب شفاعته لدى الله آمين!
وفيه أيضاً :
تذكار اللص الذي صلب عن يمين السيد المسيح
قال متى الإنجيليّ :
"حينئذ صلبوا معه لصين، واحداً عن اليمين والآخر عن اليسار"
(متى ٢٧: ٣٨).
"وكان أحد المجرمين المصلوبين يجدف عليه قائلاً: ان كنت المسيح فخلص نفسك وايانا. فانتهره الآخر قائلا: أما تخشى الله، وانت في هذا العذاب؟... أما نحن فبعدل نلنا ما تستوجبه اعمالنا. وأما هذا فلم يصنع سواءً. ثم قال ليسوع، يا رب، اذكرني، متى جئت في ملكوتك. فقال له يسوع: الحق اقول لك، انك اليوم تكون معي في الفردوس"
(لوقا ٢٣: ٣٩- ٤٣).
ومن هنا نعلم كم هو عظيم مفعول التوبة الصادقة وقبولها لدى الله.
ولنا بذلك برهان صريح على سعادة القديسين قبل يوم الدينونة، أي أن الانفس البارة بعد مفارقتها الاجساد، تنال سعادتها الابدية.
وتلك عقيدة ايمانية.
إنّ لفظة الفردوس هنا، تعني السماء بعينها.
حيث السيد المسيح جالس في مجده، عن يمين الله الآب، مع جميع قديسيه.
رزقنا الله شفاعتهم. آميـــــــن.