قد أقامت الكنيسة المجاهدة، يوم أمس ، تذكاراً لشقيقتها المنتصرة في السماء، واليوم تُقيم تذكاراً آخر لشقيقتها المتألمة في الطهر. وهو أشهى تذكار على قلبها.
صلاة الفرض السرياني تخصّص لهم القومة الثالثة من صلاة الليل بعد ذكر العذراء والشهداء.
إن تذكار الموتى هذا قد رسمه البابا بونيفاسيوس، كما رسم تذكار جميع القديسين.
وذلك لان المؤمنين الراقدين بالرب، وعليهم بعض قصاصات عن الخطايا المغفورة بالحلِّ السرِّي، أو خطايا عريضة، لم يوُفوا عنها في هذه الحياة، فهم ملتزمون أن يكفِّروا عنها في المطهر، بنار مثل نار جهنم، لكنَّها زمنية.
ولذلك تقدِّم الكنيسة، شرقاً وغرباً، الصلوات والقرابين لأجل راحة الأنفس المطهريّة.
فعلينا نحن، قياماً بواجب الرحمة وعرفان الجميل والعدل أيضاً أن نرفع الصلوات ونقدِّم القداديس أو نسمعها ونصنع الحسنات من أجل الموتى، لأنهم أخوتنا بالمسيح، ولا سيما إذا كانوا من أقربائنا والمحسنين إلينا.
فإنهم من أعماق مطهرهم يصرخون نحونا :
"إرحمونا إرحمونا، أنتم يا أخلاَّءنا فإنَّ يد الله قد مستنا" (أيوب ١٩: ٢١).
و
"طوبى للرحماء فإنهم يرحمون" (متى ٥: ٧).
فلينفذ صوتُ صراخهم هذا آذاننا وأعماق قلوبنا لنُسرع إلى نجدتهم. آميـــــــن.
وفي هذا اليوم أيضاً :
الشهداء أكندينوس ورفاقه
إن هؤلاء الشهداء كانوا من بلاد فارس في عهد قسطنطين الكبير والملك سابور الثاني، وكان الثلاثة الأولون منهم ذوي غيرة وإقدام على الدين المسيحي، ونشر تعاليم الانجيل المقدس بين أخوتهم المسيحيين وردّ الكثيرين من الوثنيين إلى الإيمان الصحيح.
فغضب سابور عليهم وأنزل بهم أشدّ العذابات هولاً، فكانوا صابرين، ثابتين في إيمانهم.
وقد آمن الكثيرون من الجند حتى أمُّ الملك نفسها، لرؤيتها ما حدث من المعجزات في أنواع العذابات التي مرُّوا بها.
فأمر الملك بقطع رؤوسهم مع جميع الذين آمنوا بسببهم ونال جميعهم إكليل الشهادة في سنة ٣٤١.
صلاتهم معنا. آميـــــــن.