كانت هناك إمرأة عجوز إعتادت على الذهاب يومياً إلى نهر القرية لتملأ وعائيها بالمياه، وتستخدمها في إعداد الطعام وفي الشراب، ولكن كان أحد الوعاءين مشروخا فيسكب منه الكثير من الماء، وذات يوم نطق الوعاء المشروخ للسيدة العجوز :
“أنا لا يرضني ما أفعله بكِ يا سيدتي، فكل يوم تذهبين كل هذه المسافة البعيدة من أجل تعبئتي بالمياه والتي لا يتبقى منها إلا القليل الذي من الأفضل ألا أذكره بسببي، أنتِ لا تستحقين مني ذلك”
وشرع في البكاء الشديد.
ردت السيدة العجوز على الوعاء المشروخ وسألته :
“أيها الوعاء ألا ترى مقدار جمال هذه الورود التي تفرش طريق ذهابنا وإيابنا للنهر يوميا؟!”
أجابها :
“حقا إنها جميلة للغاية يا سيدتي”.
المرأة العجوز :
“وهل لديك خلفية كيف نمت هذه الورود والأزهار الجميلة؟!”
الوعاء :
“قطعا لا يا سيدتي”.
العجوز :
“دعني أخبرك، لقد زرعت بذورها على طول طريقنا، وكنت أنت تقوم بريها طول طريقي عودتي بك بالمياه التي كانت تنسكب منك بسبب الشرخ الذي تشتكي منه الآن”.
العبرة :
يجب علينا جميعاً تقبّل الآخرين كما هم بكل عيوبهم وبكل مميزاتهم، فمن يحب شخصاً لا يبحث عن عيوبه طوال الوقت بل يتقبله كما خلقه ربه.
نلتقي غداً بخبريّة جديدة
خبريّة وعبرة
/الخوري جان بيار الخوري/