توقفت سيارة أنيقة تقودها سيدة شابة عند نقطة التفتيش بين البلدين.
وخرج الموظف المسؤول عن الجمارك ليفحص السيارة ويعطى الإذن بالمرور.
ولكن عندما فتح شنطة السيارة الخلفية، وجد صندوقاً كبيراً مملوء بالرمال، فشمّر عن ذراعيه، ومدّ يده داخله لأنه كان متأكداً من أنّ السيّدة تخفي شيئاً داخل الرمال ولكن عندما لم يجد، أعطاها تصريح المرور على مضض.
مرّت عدة أيام، وجاءت نفس السيدة معها صندوق الرمال في شنطة السيارة.
تعجّب من الأمر جداً وأصرّ أن يخرج الصندوق ليفحصه جيداً، حتى إنه نخل الرمال، لأنه ظن أنها ربما تحتوى على قطع صغير من الماس أوالمجوهرات.
ولكنه لم يجد شيئا!!
فأعطى السيدة تصريح المرور وهو ينظر إليها بتعجب وضيق.
جاءت السيدة مرة ثالثة ورابعة، وفي كل مرّة معها صندوق الرمال فيفحصه بعناية ثم يعطيها التصريح.
وفي المرة الخامسة، تضايق جداً فنادى على زميله قائلاً : أرجوك، تعال إفحص هذا الصندوق لأنني لا أفهم ما يحدث هنا.
أما زميله فقد خرج من المكتب وإتّجه نحو السيدة الجالسة في السيارة وطلب أوراقها وفحصها بعناية.
وعندئذ، إكتشف سرّ صندوق الرمال...
لقد كانت السيّدة تستعمله لتوجيه الأنظار بعيداً عن السيارات المماثلة لبعضها البعض التي كانت تهرّبها.
فهي لم تكن تهرّب رمال بل سيارات!!
صديقي...
عدوّ الخير خدّاع ماكر.
يلهينا بصندوق رمال ليحوّل نظرنا عن الحياة الأبدية.
ويربكنا بإهتمامات كثيرة، نظنّها أساسيّة، طوال اليوم ليفقدنا عشرتنا مع ربنا.
"اُصْحُوا وَاسْهَرُوا. لأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ. فَقَاوِمُوه، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانُِ"
(١ بط ٥: ٨)
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/