كان هناك طفل صغير في التاسعة من عمره، وفي يوم من الأيام أراد والده أن يعلّمه درساً مهماً في الحياة، فوضع أمامه زجاجة عصير صغيرة بداخلها ثمرة برتقال كبيرة، تعجّب الطفل كثيراً من الأمر وتساءل كيف يمكن أن تدخل هذه البرتقالة الكبيرة داخل زجاجة العصير الصغيرة، أخذ يحاول أن يخرجها من الزجاجة بكل الطرق الممكنة ولكن دون جدوى.
أخذه والده من يديه وإتجه به إلى حديقة المنزل وجاء بزجاجة فارغة ثم ربطها بغصن شجرة برتقال حديثة الثمار، ثم أدخل في الزجاجة ثمرة صغيرة جداً من البرتقال وتركها، مرت أيام عديدة وأخذت البرتقالة تكبر وتكبر حتي إستعصي خروجها من الزجاجة وأصبح ذلك مستحيلاً ..
هكذا عرف الطفل السرّ وزال العجب.
إبتسم الأب وقال لإبنه :
عليك أن تعلم يا بني أنّك سوف تصادف الكثير من الناس في حياتك، وعلى الرغم من ذكائهم ومعارفهم ومراكزهم المختلفة إلاّ أنّهم قد يسلكوا طرقاً لا تتفق مع مراكزهم ومستواهم ويمارسون بعض العادات السيئة التي لا تناسب الأخلاق والقيم، لأن هذه العادات قد غرست في نفوسهم منذ صغرهم فكبرت فيهم وتعذر عليهم التخلص منها مثلها تعذر عليك إخراج البرتقالة الكبير من فوهة الزجاجة الصغيرة .
العِبــــــــرة
هناك أشخاص يضحّون بجميع مبادئهم وقيمهم للوصول إلى أهداف أخرى ، وهنا كمن المصيبة في أن يضحّي الإنسان بالقيم والصفات من أجل متعة حياتيّة زائلة.
نلتقي غداً بخبريّة جديدة
#خبريّة عبرة
/الخوري جان بيار الخوري/