HTML مخصص
23 Oct
23Oct


لا شيء يفرح قلب الاهل أكثر من رؤيتهم أطفالهم ينمون يوما بعد يوم وسنة بعد سنة.

من منا لم يفرح ويهلل عندما نطق ولده أول كلمة ؟ ألم نخبر الاهل والاقارب والاصحاب والجيران بتلك العبارة التي خرجت من فم طفلنا؟ وربما تكون غير مفهومة، لكننا نعلم أن تلك الكلمة ستجر وراءها لغة لا بل لغات فيها الالوف من الصور والتعابير والاحاسيس..

من منا لم يفرح بأول خطوة تجرأ طفلنا وخطاها لوحده؟ ألم نقيم الدنيا ونقعدها من التصفيق له لتشجيعه على المشي لا بل الركض والقفز فيما بعد؟

ألم يثأثئ أطفالنا في البداية؟ ألم يتعثروا؟ ألم نقل لهم بعد كل "وقعة":"تعيش وتاكل غيرها"؟ هل كنا نسخر منهم أم نشجعهم لتكرار المحاولة؟ ألم نكن نؤمن بأنهم سوف ينمون؟ ألم تضحكنا ألفاظهم الغريبة للكلمات؟

كان الملك جورج السادس يثأثئ، وقد ظهر فيلم يتحدث عن حياته، لكن المخرج لم يهتم بأنه كان يثأثئ. لكن حدث أن الممثل الذي كان يقوم بدور الملك ثأثأ.. فالثأثأة حقيقة، ولكن المخرج أخفاها لآخر لحظة، فلما فاجأ الجمهور ضحك الناس وأخفوا وجوههم في أيديهم ودموعهم أيضا..

انجيل اليوم يدعونا الى الثقة بعمل الله في الانسان والى تحمل بعضنا البعض وانتظار بعضنا رغم كل العثرات التي ترافق نمونا الروحي.

التعثر في النمو الروحي والنضج العاطفي والاجتماعي هو حقيقة، ولكن قوة النعمة في تجديد الانسان روحيا وعاطفيا هي حقيقة أيضا.

لذلك يوجد في الكنيسة سر التوبة لفتح المجال أمام نعمة الله كي تجدد الانسان المتعثر، ليخرج من عثراته ناضجا كالذهب الذي يخرج من النار.


نهار مبارك

/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.