ندين كثيراً لملائكتنا الحراس الذين يحرسوننا ويحموننا في معظم الأحيان من دون معرفتنا.
“إياكم أن تحتقروا أحداً من هؤلاء الصغار. أقول لكم إن ملائكتهم في السماوات يشاهدون أبداً وجه أبي الذي في السماوات” (متى ١٨، ١٠).
تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في الثاني من أكتوبر بعيد الملائكة الحراس القديسين. هذا النهار عيّنه البابا اكليمندوس العاشر سنة ١٦٧٠ لتكريم الملائكة الذين يحموننا يومياً.
و هناك تقليد في الكنيسة (علّمه لاهوتيون كالقديس توما الأكويني) يقول إن لكل البلدان والمدن والأبرشيات والرعايا ملاكها الحارس.
الملائكة هم مخلوقات الله المذهلة يحيط بهم لغز كبير. أحياناً، تنقل الصحف معجزات عن نجاة إنسان من حادث بفضل شخص خفي غالباً ما لا يُرى مجدداً.
نحن مدينون لملائكتنا الحراس الذين يحرسوننا ويحموننا في معظم الأحيان من دون معرفتنا. يتدخلون بهدوء لتأدية واجباتهم بكل تواضع.
في سبيل تقدير هؤلاء “المساعدين السماويين”، نقدم لكم خمس حقائق مذهلة عن ملائكتنا الحراس:
١- لكل شخص في العالم ملاك حارس (سواء كان مسيحياً أم لا)
يؤمن اللاهوتيون بفكرة مؤكدة في كتاب يوكات ومفادها أن “كل شخص يتلقى من الله ملاكاً حارساً” (رقم ٥٥). هذا ما يتلاءم مع الكتاب المقدس وتعاليم القديسين توما الأكويني وباسيليوس وإييرونيموس بالإضافة إلى تجارب غير مسيحيين يؤمنون بأنهم تلقوا المساعدة من ملاك حارس.
يكتب مايك أكويلينا عن تجربة أحد أصدقائه في كتابه “ملائكة الله”:
“كان أحد أصدقائي، وهو فيلسوف مشهور متمرن في هارفرد، عديم الإيمان في شبابه. في أحد الأيام، كان يسبح في المحيط، فسحبه تيار تحت سطح الماء إلى مكان بعيد. وإذ أدرك أنه يغرق وما من أمل في إنقاذه، أمسكته فجأة ذراع قوية وسحبته إلى الشاطئ. عندما حاول صديقي أن يشكره فيما كان يبصق، ضحك الشاب – ومن ثم اختفى. هذا ما شكّل حدثاً بارزاً على درب صديقي نحو الاهتداء”.
٢- الملائكة الحراس يُعيَّنون في بداية الحياة
يوضح تعليم الكنيسة: “الحياة البشرية، منذ بدايتها وحتى الموت، محاطة بعنايتهم الساهرة وشفاعتهم” (تعليم الكنيسة الكاثوليكية، ٣٣٦). هذا التصريح يرشد البعض إلى الإيمان (القديس أنسلموس مثلاً) بأن الملائكة يُعيَّنون عند لحظة اتحاد الجسد والروح في الحشا. إذا كان ذلك صحيحاً (ليس مُعلَناً عقائدياً، وبالتالي موضع نقاش)، يكون للنساء الحوامل ملاكان حارسان يسهران عليهنّ وطفلهنّ.
٣- للملائكة الحراس أسماء، لكن الله هو الذي يطلق عليهم تلك الأسماء
تعلّمنا الكنيسة الكاثوليكية أنّه:
“لا بد من منع ممارسة إطلاق الأسماء على الملائكة القديسين إلا في حالات جبرائيل وروفائيل وميخائيل الموجودة أسماؤهم في الكتاب المقدس”. (مجمع العبادة الإلهية وتنظيم الأسرار، دليل التقوى الشعبي، رقم ٢١٧، ٢٠٠١)
الفكرة من ذلك هو أن الاسم يحتوي على بعض السلطة على شخص آخر. إذا كنت أعرف اسمك، بإمكاني أن أدعوك متى شئت وأشعر ببعض السلطة عليك. ليس لدينا سلطة على ملائكتنا الحراس. لديهم قائد واحد هو الله بذاته. بإمكاننا أن نطلب معونتهم أو مساعدتهم، وإنما يجب ألا نشعر كأنهم على أهبة الاستعداد لإطاعتنا.
وتمنعنا الكنيسة أيضاً من تسمية ملائكتنا الحراس، فقد نتلقى اسماً في الصلاة، وإنما قد لا يكون مُستلهماً من عند الله. قد يكون متأثراً بالشيطان أو بأفكارنا البشرية.
٤-لا نصبح ملائكة حراس عندما نموت
خلافاً للمعتقدات الشعبية، لا نتحول على الإطلاق إلى ملاك بعد الموت. عندما نموت، قد ننفصل عن أجسادنا في تلك اللحظة، ولكننا سنتحد معها مجدداً في نهاية الزمان. لكننا لا نصبح ملائكة فيما ننتظر. جميع الملائكة الحراس خُلقوا منذ بداية الزمان في لحظة خلق فريدة.
لنتذكر كلام الله للنبي إرميا: “قبل أن أصورك في البطن عرفتك وقبل أن تخرج من الرحم قدّستك” (إرميا ١، ٥).
كان الله يفكّر بملاك حارس لنا عندما خلق العالم.
٥-الملائكة الحراس موجودون لمساعدتنا
يصف تعليم الكنيسة الملاك الحارس كـ “راعٍ” يُفترض أن يحمينا ويرشدنا إلى الحياة الأبدية. هدفه الرئيسي هو مساعدتنا على بلوغ السماء، ونُشجع على الصلاة له على أساس يوميّ وطلب عونه في كل حاجة.
تقدم الكنيسة صلاة ممتازة يمكن أن يتلوها الشاب والمسنّ:
يا ملاك الله، حارسي العزيز، يا مَن توكلني إليه محبة الله، كن بجانبي، اليوم أكثر من أي وقت مضى، لتنيرني وتحرسني، وتعلّمني وترشدني.
آميـــــــن.
المصدر : aleteia. Ar
#خدّام الرب