حملت إيفيت بجنينين توأمين، وبعد شهور دخل الجنينان في حوار شيق.
قال الجنين الأكبر :
ألا تشعر يا أخي أننا كائنان سعيدان؟!
إننا نعيش في عالم جميل وتحملنا أم مملوءة حبًا وعاطفة، لا يشغلها شيء سوى صحتنا وسلامنا ونمونا!
نحن لا نعمل ولا نجاهد ولا نواجه مشاكل، وأمنا تقدم لنا دمها طعامًا جاهزًا لتغذيتنا.
إن أصابنا شيء لا نضطرب، أمنا تذهب إلى الطبيب وهي تتحمل كل المصاريف وتستخدم الأدوية ونحن مستريحون.
لا نعاني من حر الشمس ولا من برد الليل، ولا نحتاج إلى سرير ننام عليه فإننا مستقرون ومستريحون في أحشاء أمنا.
نحن لا نحتاج أن نسير إلى هنا أو هناك، إنما نلهو معًا أينما ذهبت بنا أمنا.
علّق الأصغر على هذا الحديث، قائلًا :
"إنك على حق يا أخي، لكن حتمًا سننمو ويأتي وقت لولادتنا فنعيش في عالم آخر".
قال الأكبر :
"أتصدق هذا؟ لنا شهور هذه مقدارها ونحن في هذا العالم، إننا سنعيش هنا إلى النهاية".
قال الأصغر :
"هلم نقرر أن نبقى هنا، حتى إن جاءت ساعة الولادة لن ننزل إلى عالم غريب عنا!"
إذ جاءت لحظات الولادة نزل الطفلان وهما يصرخان، إنهما لا يريدان مفارقة عالم الأجناء!
لكنهما إذ خرجا بعد قليل فتحا أعينهما وشاهدا ما لم يكن في مخيلتهما، وأدركا أنه كان لابد أن تُقطع السرة ليمارسا حياة جديدة أفضل وأعظم.
"سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ"
(رسالة بولس الرسول إلى أهل فيلبي ٣: ٢١)
هب لي يا رب روح الحكمة والمعرفة، فأعيش متهللًا في جهادي، منتظرًا عالمًا جديدًا سماءً جديدة وأرضًا جديدة.
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/