HTML مخصص
31 Jul
31Jul


كم مرة ندعي أننا نمتلك مفاتيح العلم والمعرفة، لأننا حصلنا على بعضٍ من الشهادات تكاد لا تخولنا إيجاد وظيفة لائقة تؤمن لنا العيش الكريم ، رغم ذلك ندعي معرفة إمتلاك أسرار الكون، فنكون حجر عثرة لغيرنا، على طريق الإيمان...

حبذا لو نظرنا إلى حجمنا الحقيقي وإعترفنا بعجزنا وتواضعنا أمام الله الخالق المتواضع والمحب...

كم مرة ندعي أننا نمتلك دواءً لكل مرض، لأنه بيننا أطباء كفوئين تخرجوا من أشهر وأرقى جامعات العالم، وإذا أراد أي مريض أن يأخذ موعداً من طبيب مشهور ربما إضطر إلى الإنتظار الطويل وهو تحت الشدة، رغم ذلك يعجز كل الطب لإيجاد علاج شافٍ لعدد لا يُحصى من الأمراض...

وربما إضطر هذا الطبيب أو غيره إلى طلب علاج لمرضه دون أن يجده!!!

حبذا لو تذكرنا أن الرب يقول لكل منّا :

"يوم الضيق أدعني فأنجّيك وتمجّدني"(مزمور ٥٠)

كم مرة ندعي أننا نمتلك مفاتيح علمِ الله ومعرفته، لا بل ندعي معرفة إرادته وحكمته ونوزع بركته على الشعوب ونحن أنفسنا لا نؤمن بما ندعي معرفته، لا بل نكرمه في شفاهنا أما قُلُوبنا فهي متعلقة بكنوز أخرى...

حبذا لو تذكر كلّ منا مثل العبد الأمين  الذي أقامه سيِّده على خدَمِه ليعطيهم الطعام في حينه دون تراخٍ أو إهمال أو تسلط على من هم أمانة في عنقه... وسلك أمامهم طريق الإستقامة كي لا يكون حجر عثرة لأي كان فيستحق أن تعلق في عنقه حجر الرحى ويرمى في البحر...


إذا كان عصرنا هو عصر العلم، والعلم قدّم للبشرية خدمات لا تُحصى، فإنّ إمتلاك مفتاح العلم هو لفتح أبواب معرفة الله لا التنكر له ومنع الناس من معرفة الحق والإيمان به. 

"إن لم تؤمنوا فلا تفهموا" (إش ٧: ٩)...

فإذا أراد الرب اليوم أن يُسمعك صوته العذب ليشفي جراحاتك لا تسكر أبواب قلبك بمفاتيح هو من أهداك إيّاها على الصليب من خلال جراحاته التي فتحت أمامك أبواباً لا أحد يستطيع إغلاقها كي تدخل بإرادتك إلى عمق قلبه وتسكن هناك إلى أبد الدهور. آميـــــــن. 


نهار مبارك

/الخوري كامل كامل/

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.