بفعل العوامل الطبيعية، حتمًا ستزول مدينة الارض وما عليها من هياكل، فكلّ شيء زائل والباقي هو الله. فلماذا الاستغراب أو الخوف؟!!
ركَّز اليهود على ديمومة هيكل الحجارة، وأهملوا هيكل القلب، وعندما دُمِّر الهيكل سنة ٧٠ للميلاد على يد تيطس انهارت جماعتهم وتشتتوا في أقطار الارض. لذلك حذّر يسوع أن العبادة تكون بالروح وليس بالهيكل الخارجي.
ألا يحدث ذلك في المعمودية حين يموت الانسان القديم ليولد الانسان الجديد من فوق؟ لأن مولود الجسد جسد يموت ومولود الروح روح خالدة.
عندما يتمّ بناء الهيكل الروحي في الانسان على أنقاض الهيكل الحجري، ينتفض الشيطان ويأتي بصورة المسيح الدجّال الذي يخوض معركته الاخيرة متسلحًا بالكتاب المقدَّس، كي يغشّ قلب المؤمن ليستقبله ومن ثم ينقلب عليه. وما أكثر هؤلاء اليوم!!! لكن يسوع لم يحدد مواعيداً ثابتة كما يدعي البعض، بل حدد علامات مجيء الملكوت الذي يأتي كالسارق وهي السهر الدائم وانتظاره على الدوام، أي "تهيئة النفس لملاقاة العريس الأبدي لتدخل معه في مجده".
أما الحروب وأخبارها وانقسام الامم والأوبئة وغيرها، هي حاصلة منذ فجر التاريخ، يستعملها المسحاء الدجّالون لإخافة المؤمنين وترويعهم، كما حصل في الأسابيع الماضية عندما اجتاحت الاعاصير قارة أميركا فاستغل هؤلاء الكوارث الطبيعية ونسبوها إلى الشيطان أو إلى الله الذي ينتقم من الشعب بسبب ارتكابه المعاصي!!!
من المعلوم أن الشيطان لا يهدأ ولن يهدأ من التضييق على البشر ليكفروا بالله ويصبحوا من أتباعه لا بل "شياطين مثله".. لكن معركته دائما خاسرة مهما حاول تجميد قلوب الناس من خلال بث " البرودة الروحية ".
لن يستطيع هزيمة نار الحب التي يشعلها الله في القلوب حتى في أصعب الاوقات.. كما يقول القديس جيروم: " ان كان الله نارا، فهو نار لكي يسحبنا من برودة الشيطان.. ليت الله يهبنا ألا تزحف البرودة الى قلوبنا، فاننا لا نرتكب الخطيئة الا بعد أن تصير المحبة باردة".
بقدر ما كان يخيفني هذا الانجيل في صغري، أراه اليوم وعدا قويا من الرب لكل الذين يمرون بالمحن أو في التجارب، باعثا الرجاء في القلوب المتعطشة الى السلام، لينتصر الحق على الباطل، والنور على الظلمة ويعترف الجميع بسيادة الحب.. سيادة الرب...آمين.
أحد مبارك
/الخوري كامل كامل/