أﺳﺮﻋﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺑﺎﻛﻴﺔ ﺇﻟﻲ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ، ﻭﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ : ﻛﻞ ﻳﻮﻡ ﺃﺗﻌﺮّﺽ ﻟﻀﻴﻘﺔ ﺃﻛﺒﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺴﺒﻘﻬﺎ، ﻫﻞ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﺮﻛﻨﻲ ﻭﻟﻢ ﻳﻌُﺪ ﻳﺤﺒﻨﻲ؟!
ﻓﺼﻤﺖ ﺍﻷﺏ ﻗﻠﻴﻼً، ﺛﻢ ﻗﻄﻊ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﺗﺪﻳﻪ ﻓﻲ ﺭﻗﺒﺘﻬﺎ، ﻓإﻧﻔﺮﻃﺖ حبّاته ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺑﺔ ﻭإﺧﺘﻠﻄﺖ ﺑﺎﻷﺗﺮﺑﺔ، ﻓإﻧﺪﻫﺸﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺟﺪﺍً ﻣﻦﺗﺼﺮّﻑ ﺍﻷﺏ !!
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ : إﺟﻤﻌﻲ الحبّات ﺳﺮﻳﻌًﺎ، ﻷﻥّ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻗﺪ ﺫﻫﺒﺖ، ﻭﻫﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﻈﻼﻡ ﻗﺪ ﺃﺗﻰ.
ﻓﺒﺪﺃﺕ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﺗﺠﻤﻊ الحبّات ﻭﻋﻼﻣﺎﺕ ﺍﻟﺪﻫﺸﺔ ﻋﻠى ﻭﺟﻬﻬﺎ ﻣﻦ ﺭﺩّة ﻓﻌﻞ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ.
ﻭﻷﻧﻬﺎ ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜّﻦ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟحبّات ﺑﻮﺿﻮﺡ، ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺗﺠﻤﻊ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﻼﻣﺲ ﻳﺪﻳﻬﺎ ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﺖ حبّات ﺃﻭ ﺃﺗﺮﺑﺔ.
ﻭﻭﺿﻌﺘﻬﺎ ﻛﻠّﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﺒﺘﻬﺎ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﻣﻊ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ.
ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﻭﺻﻼ ﺳﻮﻳًّﺎ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻨﺰﻝ، ﻃﻠﺐ ﻣﻨﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻫﺎ ﺃﻥ ﺗُﺤﻀﺮ ﻟﻪ ﻣَﺼﻔﻰ ﻟﺘﻨﻘﻴﺔ ﺍﻟحبّات ﻣﻦ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺑﻬﺎ.
ﻭﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻐﺮﺑﻠﺔ ﺍﻟحبّات ﻓﺴﻘﻄﺖ ﺍﻷﺗﺮﺑﺔ ﻭﺑﻘﻴﺖ ﺍﻟحبّات ﻻﻣﻌﺔ.
ﻓﻬﻨﺎ إﺑﺘﺴﻢ ﺍﻷﺏ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ :
ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻌﺎﻣﻠﻨﺎ ﺍﻟﻠﻪ؛ ﻓﻬﻮ ﻟﻢ ﻳﺘﺮﻛﻨﺎ ﻛﻤﺎ ﻇﻨﻨﺘﻲ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺠﺪﻧﺎ ﻗﺪ إﻧﻔﺮﻃﻨﺎ ﻓﻲ ﻣﻼﺫ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻭﺍﺧﺘﻠﻄنا بالخطيئة ، ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﻤﺮّ ﺑﻀﻴﻘﺎﺕ ﻛﻲ ﻳﻐﺮﺑﻠﻨﺎ ﻣﻦ خلالها.
"مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إِلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ"
(إنجيل متى ٧: ١٤)
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/