١- رؤيا للقديسة فوستين رسولة الرحمة الإلهيّة عن المطهر :
"في المساء رأيتُ ملاكي الحارس الذي أمرني أن أتبعه.
وصلتُ بعد حين إلى مكانٍ غماميٍّ مليء بالنار يتعذّب فيه جمع غفير من النفوس المتألّمة.
كانت تُصلّي لخلاصها بكلّ حرارةٍ، ولكن دون فائدة.
نحن فقط نستطيع أن نمدّ لهم العون.
النّار التي كانت تلتهمهم لم تصلْ إليّ أبدًا.
لم يغادرني ملاكي الحارس لحظة.
وسألت تلك النفوس ما هو عذابها الأكبر؟ أجابتني كلّها بصوتٍ واحد:
"إنّ عذابها الأكبر هو توقها إلى الله".
رأيتُ سيّدتنا العذراء تزور نفوس المطهر، تدعوها النفوس "نجمة البحر".
حملت العذراء إليها المرطّبات.
أردت أن أطيل الحديث معها ولكن أمرني ملاكي الحارس بالمغادرة.
خرجنا من سجن العذاب هذا، سمعت صوتاً في داخلي يقول "لا تريد رحمتي هذا، لكن هذا ما توجبه العدالة".
ومنذ ذاك الوقت صرتُ أكثر إتّحادًا بالنفوس المعذّبة !!
٢- لا جدوى للدموع :
يخبرنا الراهب الدومينيكاني والكاتب توماس دي كاتمبري بأنّ إمرأة عجوزًا فقدَت إبنها التي إعتمدت على مساعدته في شيخوختها : فبكته ليلاً ونهارًا معرّضة نظرها للعمى ولم يكن يواسيها شيء.
حاول توماس دي كاتمبري مؤاساتها وإرشادها فلم يفلح إلى أن قرّر مع الجيران أن ينذروا صلاة تساعية يطلبون من الله تعالى مساعدتها.
إستجاب الله طلبهم حيث أنّ تلك المرأة العجوز رأت حلمًا جميلاً.
لقد شاهدت عددًا من الشبّان ذوي مظهر جميل يسيرون على طريق ما.
وبما أنّها كانت تجهد لملاقاة إبنها تراءى لها في مؤخّرتهم جرّاء ثيابه المثقلة بالمياه.
إرتبكت الأمّ عند مرآه وصرخت :
"لماذا يا بني تسير بعيدًا عن هذه الجماعة البرّاقة؟".
فأجابها إبنها :
"آه يا أمّاه ها أنا متأخّر في طريقي بسبب دموعك العقيمة التي بلّلت ثيابي فأثقلتها.
كفّي عن البكاء رحماك! فبكاؤك لا جدوى منه! فإذا أردت أن أسرع على درب السماء هذه، صلّي كثيرًا وقدّمي الحسنات من أجلي، هكذا فقط تحرّرينني من عذاباتي المطهريّة حيث الأنين وتدخليني في حياة السعادة الأبديّة".
عند ذلك إنتهت الرؤيا وكفّت الأم، مسرعة، عن البكاء وقرّرت أن تقوم بما تطلب منها حياتها المسيحيّة من ممارسات لإخراج إبنها الحبيب من مسكن عذاباته".
لا ننسَ تلاوة الورديّة المقدّسة كلّ يوم لتخفيف آلام الموتى المؤمنين وتحريرها وطلب شفاعتها.
#خدّام الرب