أيّها الربّ الإله الضابط الكلّ خالق السماء والأرض كلّ ما يُرى وما لا يُرى، لقد خلقتنا وأعطيتنا هذه الحياةً لكي نُحبّك ونتّقيك ونعمل بوصاياك، ونُحبّ قريبنا ونصنع الخير، ونعمل ما يُرضيك.
نشكرك اللهمّ لأجل عطيّة الحياة، ولأجل الحياة الأبديّة التي نلناها بفداء ابنك الحبيب.
ونشكرك لأنك بلغتَ بنا إلى هذه الساعة، وما زلت ترعانا بعطفك وتشملنا بمحبّتك وترزقنا قوُتَنا وتشفي جراحنا وتُطيل أناتَك على خطايانا.
إننا نُقدِّم لك ماضي حياتنا، والعام الذي انقضى، ونستغفرك عن كلّ ما اقترفنا من آثام، سائليين مغفرتك، ونعمة التوبة والعودة إليك.
وإننا أمام مذبحك، نغفر لجميع المُسيئيين إلينا، فتغفر لنا كما نغفر لسوانا.
ونشكرك لأجل كلّ نعمة منحتنا إياها، لأن كلّ عطيّة صالحة وكلّ موهبة كاملة، هي من لدنك يا أبا الأنوار.
وإننا نستودعك العام المُقبِل ونسألُك أن يكون مُباركًا ومليئًا بكلّ نعمة.
أرزقنا كفافنا وعلّمنا أن نستعمل ما بقي لنا من هذا العُمر لنُجاهد في إرضائك ونكتسب الفضائل المُوافقة لنفوسنا، ونحبّ قريبنا كما أحببتنا، ونتوب عن خطايانا، فنكون أهلاً للتبشير بكلمتك واقتناء ملكوتك.
وامنحنا سلامك ونجنا من كلّ تجربة وخطيئة وضيق وظُلم وشدّة، ومن كلّ سُقم وضعف وعلّة، وكلّ ما يؤذي نفوسنا وأجسادنا.
وامنح بلادنا الرفعة والوفاق والسلام، واذكر المسيحيّين المُضطَهَدين، وجميع الذين يعيشون في ضيق، في العالم أجمع.
وارحم الذين يُعانون من الحرب والظلم والقهر والفقر والجوع والمرض والحرمان والمذلَّة، وامنحهم عدلك وسلامك.
واذكر العاشين في الخطيئة، وامنحهم توبةً صادقة، واهد الضالين والمُلحدين والمُشكِّكين.
واذكر الذين يكرزون بإنجيلك وأيدهم بقوّة روحك القدّوس لكي يُبشِّروا المسكونة بالإيمان، ويأتوا بكثيرين إلى الخلاص.
واذكر كنيستك الجامعة الرسوليّة وانصرها وثبّتها وامنحها السلام إلى انقضاء الدهر.
واذكر الذين سيولدون هذا العام، وأهلهم لأن يكونوا أبناء أوفياء لكنيستك، مُخلَّصين بدم مسيحك.
وأحِلّ الوفاق والسلام في العائلات، وامنح تربيةً صالحةً لأولانا والعفة لشبابنا والصحة والتقوى لشيوخنا، وارحم أهلنا وآباءنا المُنتقلين عنّا، وجميع الذين سينتقلون إليك.
ولتكُن حياتنا كلّها مُقدَّسةً، وكلّ أعمالنا مرضيّة لديك، فنرفع إليك المجد جميع أيام حياتنا، ونسبحك ونُباركك ونُعظمك مع ابنك الحبيب يسوع وروحك القدّوس إلى الدهور.
حتى إذا كُنّا مصونين بعزتك كلّ حين نرفع إليك المجد أيها الآب والإبن والروح القُدس.
الآن وكلّ أوان وإلى دهر الداهرين. آميـــــــن.
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/