طوبى لكم، يعني ما أسعدكم -يا لغبطتكم -هنيئاً لكم، أيّها المساكين، لأن لكم ملكوت الله !
المقصود هنا بالمساكين، ليس فقط الفقراء مادياً بل المساكين بالروح كما يقول الإنجيليّ متى أي للمتواضعين !
-مثل القدّيسة العذراء مريم التي هتفت بفرح قائلة :
"تُعَظِّمُ نَفْسِي الرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِاللهِ مُخَلِّصِي،لأَنَّهُ نَظَرَ إِلَى اتِّضَاعِ أَمَتِهِ."
(لو ١: ٤٦-٤٨)
- مثل الرسول بطرس الذي قال للرجل الأعرج من بطن أمه :
«لَيْسَ لِي فِضَّةٌ وَلاَ ذَهَبٌ، وَلكِنِ الَّذِي لِي فَإِيَّاهُ أُعْطِيكَ: بِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ النَّاصِرِيِّ قُمْ وَامْشِ!». (أع ٣: ٦)
- مثل العشار :
" الذي وقف مِنْ بَعِيدٍ، لاَ يَشَاءُ أَنْ يَرْفَعَ عَيْنَيْهِ نَحْوَ السَّمَاءِ، بَلْ قَرَعَ عَلَى صَدْرِهِ قَائِلاً: اللّهُمَّ ارْحَمْنِي، أَنَا الْخَاطِئَ." (لو ١٨: ١٣)
المساكين بالروح هم أيضًا الصابرون :
"هَا نَحْنُ نُطَوِّبُ الصَّابِرِينَ. قَدْ سَمِعْتُمْ بِصَبْرِ أَيُّوبَ وَرَأَيْتُمْ عَاقِبَةَ الرَّبِّ. لأَنَّ الرَّبَّ كَثِيرُ الرَّحْمَةِ وَرَؤُوفٌ". (يع ٥: ١١)
لذلك نحن نفتقر إليك يا الله
كي تغنينا بنعمتك، ونصبر على الضيقات والمحن كي نربح ملكوتك !
يا فرحنا !
/جيزل فرح طربيه/