خرج المريض من عيادة طبيب الأسنان وعاد بعد دقائق وقال :
"إنكسرت الرّصاصة"، فأصلحها له الطّبيب وذهب في سبيله.
لكن تكرّرت الحادثة أكثر من مرّة فتعجّب الطّبيب.
وبينما هو يَنظُر صُدفةً من شباك العيادة رأى المريض يدخل محمصةً ليشتري كيسًا من البُندق! ولما عاد المريض واجهه الطّبيب بما رأى.
إحبائي :
ألا تعكس هذه القصّة حالنا؟
أليس هذا ما نَعمَلُه على مستوى حياتنا الروحيّة؟
نذهب إلى الطَّبيب السماويّ سائلينه علاجًا لأمراضنا الروحيّة، ثمّ نعود إلى إقتناء ما كان سبب سقطاتنا.
نذهب إلى القدّاس المسائيّ ثمّ نسهر في أمكنة كانت هي نفسُها أمكنةُ وقوعنا.
وندخُل كرسي الإعتراف قاصدين التّوبة، ثم نعود إلى المكان الذي كان سبب وقوعنا، ونعود إلى مُعاشرة الأشخاص الذين قرّرنا الإبتعاد عنهم لأنهم يجرّوننا إلى الخطيئة.
فكيف نتوب من دون أن نتخلّى عمّا نشتهيه؟
وكما أنّ هذا المريض لا يرى علاقةً بين إنكسار الرّصاصة وعشقه للبُندق، فكذلك نحن، لا نرى علاقة بين إنكسارنا في وجه الخطيئة، وشهوتُنا إلى ما يُعطينا المُتعة.
وإذا كان الطبيب السماويّ يصبر علينا ويصلح إنكسارنا تكرارًا، كما صبر هذا الطّبيب على مريضه، فلنذكر أنّ عودتنا إليه تكرارًا لا تُجدينا، والأحرى بنا أن نميّز العلّة التي فينا ونجاهد لكي نتحرّر منها، لأن إنكسارنا المتكرّر سوف يتركنا مُهشَّمين وفريسيةً لإبليس الذي تُقرِحُه سقطاتنا العديدة التي نجلبها لأنفسنا، آملا في نهاية المطاف أن نكون في مصافه وننتهي في ضيافته حيث لا مجال بعذ ذلك لإصلاح إنكسارنا.
#خبرية وعبرة
/الأب أنطوان يوحنّا لطّوف/ خدام الرب