HTML مخصص
21 Aug
21Aug


وضع هذا العيد البابا المُكرّم بيوس ١٢ (بابا فاطيما) ، عام ١٩٥٤ "السنة المريميّة".


"وَظَهَرَتْ آيَةٌ عَظِيمَةٌ فِي السَّمَاءِ: امْرَأَةٌ مُتَسَرْبِلَةٌ بِالشَّمْسِ، وَالْقَمَرُ تَحْتَ قدمَيْهَا، وَعَلَى رَأْسِهَا إِكْلِيلٌ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ كَوْكَبًا" (رؤ ١٢: ١)


"قَامَتِ المَلِكةُ عَن يَمِينِ المَلِك، وَقَفَتْ في وَقارٍ بِذَهَبٍ وَفيرٍ. كُلُّهَا مَجْدٌ ابْنَةُ الْمَلِكِ فِي خِدْرِهَا. مَنْسُوجَةٌ بِذَهَبٍ مَلاَبِسُهَا." ( مز ٤٥: ٩، ١٣)


إنّ العذراء الطاهرة، بعد أن عَصمها الله مِن كلّ صلةٍ بالخطيئة الأصليّة، وطَوَت شَوْط حياتها الأرضيّة، نُقِلت جسدًا وروحًا الى السماء، وأعلنها الرّب ســــلـــطــــانـــة الــــكـــون لتكون بذلكَ أكثر ما يكون الشّبه بابنها، ربّ الأرباب، وقاهر الخطيئة والموت.

 فانتقال العذراء اشتراكٌ فريدٌ في قيامة ابنها، واستباق لقيامة المسيحيّين الآخرين.

(تعاليم الكنيسة الكاثوليكيّة، الإعتراف بالإيمان، #٩٦٦)


*** الهدف مِن هذا العيد هو أن يُدرك الجميع بطريقةٍ أوضحَ، ويكرّموا بإيمانٍ أكبر رحمةَ العذراء مريم وأمومتها وسيادتها، هي التي حَمَلت الله في أحشائها.

إنَّ مريم التي تُوجّه قلبها الأموميّ نحونا، والتي تهتمّ لأمر خلاصنا، تعتني بالجنس البشري بأسرِه.

لقد جعلها الرّب ملِكة السماء والأرض، مُمَجَّدةً فوق أجواق الملائكة وصفوف القدّيسين في السماء، جالسةً عن يمين يد ابنها الوحيد، ربّنا يسوع المسيح، تشفعُ بقوةٍ أعظم من أيّ وقتٍ، وتنال كلّ ما تطلب، مِن خلال صلواتها الأموميّة.

هو، ابن الله، يعكُس على أمّه السّماويّة، المَجد والجلال وسُلطان ملوكيّته.

فإنَّ أحدًا لم يُشارِك سلطانَ الشهداء يسوع في عمل الخلاص، كما شاركته أمُّه ومُعاونتُه مريم. فهي تبقى أبدًا مُرتبطةً بِه، بقدرةٍ فريدةٍ وغير متناهية، لتوزّع علينا النّعم المُتدفّقة مِن سرّ الفداء.

إنّ يسوع هو المَلك طَوال الأبديّة، وذلك بالطّبيعة وبحقّ المُلكيّة: فبِه ومعه وبالتبعيّة له، مريم هي ملكة بالنّعمة، وبإرتباطها الإلهيّ (أمومتها)، وبحقّ المُلكيّة، وباختيارٍ فريدٍ مِن الله الآب.

فلنُكرّم إذًا سلطانة الملائكة والبشر، غير مُعتقدين البتّة بأنّ أحدًا منّا مُعفًى عن تأدية الإشادة بنفس مريم الأمينة والمُحبّة، صارِخين الى تلك الملِكة الحقيقية، الملِكة التي تجلِبُ لنا بركة السلام؛ بأن تُرينا بعد هذا المنفى، يسوع، سلامنا وفرحنا الآتي والدّائم ***


(من تعاليم البابا بيوس ١٢)

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.