إنه يوحنا المعمدان، أعظم مواليد النساء، يعترف أنه صديق العريس وليس العريس، والعروس ليست له.
يعترف أنه رسول المسيح الذي يهيّء الطريق أمامه وهو غير مستحق أن يحل له سير حذائه.
يعترف أنه إبن الأرض ويتكلم لغة الأرض ...فهل نعترف نحن؟
إعترف يوحنا المعمدان أمام تلاميذه، دون خجل، أنه ليس الهدف، وليس المحور، بل الآتي من فوق هو فوق الجميع، فوق العقل والمنطق، فوق كل رئاسة وسلطة، فوق كل عقيدة وتعليم، فوق كل ظرفٍ ومحنة، فوق كل فشل ونجاح، فوق كل موتٍ وحياة... له العزة والمجد والكرامة... فهل نعترف نحن؟
إعترف يوحنا أن عليه أن ينقص، وعلى المسيح أن ينمو.
عليه أن ينقص ليمتلىء من المسيح حباً ومعرفة، ليمتلىء منه شوقاً إلى الحق، ليمتلىء منه شجاعة تصل به إلى مواجهة رمز الظلم ومثال الحاكم الجبان الذي يخضع لأهوائه ويحلف بهدر نصف المملكة في حفلة سكر وجنون...
فهل نواجه رموز الظلم مثل يوحنا؟
إنه يوحنا المعمدان الذي خرج الشعب إليه طالباً منه معمودية التوبة، يعترف أن الاَتي بعده أقوى منه لأن الله أرسله، وهو ينطق بكلامه "ويعطي الروح دون حساب".. فهل نعطي مثله؟
إنه يوحنا المعمدان الذي "أعدّ طريق الرب" يعترف، أن ليس لديه أي شيء بل بيد الإبن كل شيء، وللحصول منه على "كل شيء" لا يطلب سوى الإيمان العميق الذي يجتاح كيان الإنسان بالحب والتسليم فتكون له الحياة الابدية.. فهل نطلب مثله؟
إنه يوحنا المعمدان يعترف ... فهل نعترف نحن؟؟
نهار مبارك
الخوري كامل كامل