ولد هذا القديس في أوائل القرن الثاني في مدينة أوتون بفرنسا من أبوين مسيحيين ربياه على قواعد الدين والآداب وساعدهما على ذلك مرسَلون أتوا من إزمير إلى فرنسا مبشّرين بالإنجيل وقد نزلوا ضيوفاً في بيتهما.
وكان قد انكب على درس الكتاب المقدس ومنه تلقن أسمى الفضائل التي تعشقها ونما فيها منذ حداثته.
وكان يذهب إلى قبور المرسَلين الذين إستشهدوا في بلاده، ويصلّي طالباً نعمة الإستشهاد نظيرهم.
وكان الوالي هرقل يطارد المسيحيين، وكان ممن إستشهدوا في ذلك الإضطهاد القديسان بطرس وأسطفانوس أبناء عم سيمفوريانوس.
لذلك كان يشتاق هو جداً إلى الإقتداء بهما.
ولم يكن قد ناهز العشرين من عمره.
فلما كانت سنة ١٨٠، إلتقى بجماعة الوثنيين يحتفلون بعيد آلهتهم، فطلبوا إليه أن يضحّي لها، فرفض بكل جرأة.
فصاحوا : إنه مسيحي، فأجاب:
"نعم إني مسيحي وأحتقر الأصنام".
فقبضوا عليه وأحضروه أمام الوالي هرقل فأمر بضربه وحبسه فإحتمل القديس كل ذلك بصبر جميل وفرح جزيل من أجل المسيح.
فأخرجوه من السجن وأخذ الوالي يتملّقه ويعده بالوظائف والمال إذا ضحّى للآلهة فلم يحفل بالوعود، بل أخذ يحثّ الوالي على الإيمان بالمسيح.
فأمر هذا بقطع رأسه.
وبينما كانوا سائرين به إلى محل الإستشهاد، ركضت أمه أوغوسطا وشقّت جماهير الوثنيين ومن أعلى السور هتفت : يا إبني سيمفوريانوس، حيٌّ هو الله الذي تموت لأجله ، تشجّع يا عزيزي، تشجّع وأذكر الحياة الأبديّة.
وإرفع قلبك إلى السماء إنّ لك فيها مجد لا يزول!...
وما زالت تلك الأم الباسلة تحرّض إبنها بمثل هذا الكلام، حتى قطعوا رأسه وفاز بإكليل الظفر سنة ١٨٠.
صلاته معنا. آميـــــــن!