تذكار القديس روحانا – وهو كرياكوس الناسك
لفظة روحانا سريانية معناها الروحاني لُقِّب بها القديس كرياكوس "عبد الرب" لإتحاده بالله وكثرة تأملاته وشغفه بالأعمال الروحيّة.
ولد كرياكوس سنة ٤٤٨ في مدينة كورنتس التي بشرها القديس بولس.
كان والداه فاضلين تقيين لا غبار عليهما، وكان أسقف المدينة خاله فعني بتربيته وتثقيفه على أكمل وجه.
ولمّا بلغ أشدّه رسمه شمّاساً، ولكثرة مطالعته الكتب الروحيّة وتأمّله حياة السيد المسيح، مالت نفسه إلى حياة الوحدة والتأمل.
وأثناء زيارته الأراضي المقدسة ذهب إلى دير القديس جراسيموس حيث ترهب، فكان راهباً نشيطاً، مطيعاً يهتم بالتأملات الروحية كثيراً، لا يأكل إلا مرة واحدة في اليوم.
فأحبه القديس جراسيموس جداً، حتى كان يصطحبه كل سنة للإختلاء في البرية أيام الصوم الأربعيني.
ولمّا توفي القديس جراسيموس سنة ٤٧٥ ذهب روحانا إلى المناسك يتأمل ويصوم ويصلي، ثم أتى إلى دير سوكا وقام بخدمة المرضى وإستقبال الزائيرين والمسافرين.
ثم أرتسم كاهناً لأجل خدمة الكنائس وأخوتهِ الرهبان فكان ذلك الكاهن المثالي يتفانى في خدمة النفوس بما أوتيه من علم وغيرة رسولية.
وإستمرّ مواظباً على ذلك مدة تسع وثلاثين سنة.
كان موضع ثقة جميع النساك ومحبتهم وإحترامهم.
ثم أراد التوغل في البرية فذهب مع تلميذه يوحنا وأخذ يتنقل من قفر إلى قفر مبالغاً في عيشته النسكية فمنحه الله صنع العجائب وذاع صيت قداسته فتقاطرت الناس إليه وكان يشفي المرضى ويطرد الشياطين بإشارة الصليب.
ولما كانت هرطقة أوريجانوس قد تسربت إلى بعض الأديار، جاء يقاومهم ويرشد رهبانه ويبين لهم أضاليل تلك الهرطقة ويعزيهم في جهادهم ويشجعهم على التمسك بالإيمان الحق.
وقضى أيامه الأخيرة في كهف القديس خريطون الكبير مثابراً على خطته المثلى بالقداسة إلى أن رقد بالرب سنة ٥٥٤ وله من العمر مئة وسبع سنين.
صلاته معنا. آميـــــــن!