لا نحكم على إنسان في منتصف الطريق :
فالإبن الضال لم تكن نهايته المعيشة مع الخنازير، لكنه عاد.
بينما الإبن الأكبر تذمر بعد أن كان يظهر أنه في طاعة كاملة لأبيه.
فالعبرة في النهاية.
لذلك علينا أن لا ندين أحد، فالله وحده يعلم ما في القلوب، ومدى استعداد كل واحد، ونهاية طريق كل واحد.
الإبنان يشيران للبشريّة :
الإبن الأصغر يشير للأمم الذين تركوا الله في البداية وعاشوا في نجاسة بل بددوا عطايا الله (كرامتهم وصورتهم السمائية ومواهبهم) في عبادة الأوثان وفي شهواتهم.
ولكنهم عادوا في نهاية الأيام.
ويشير للعشارين والزناة وكل خاطئ.
الإبن الأكبر يشير لليهود، فهم كانوا بكراً في معرفة الله، قبلوا المواعيد الإلهيّة وكان لهم الناموس والنبوات.
لكنهم خلال حسدهم للمسيح ثم للكنيسة وقفوا خارج الإيمان (خارج البيت) جاحدين الله وناقدين محبته للأمم.
ويشير للفرّيسيين المتكبّرين الرافضين لدخول المسيح بيوت الخطاة ولقبوله لهم.
ويشير لكل من عاش مع الله في بيته طالما كانت مادياته جيدة لكنه يغضب على الله إذا تأثرت مادياته بل يترك الله وبيته.
مثل هذا مرتبط بالله شكلاً دون حب، أو هو مرتبط بعطايا الله وليس بالله نفسه.
نلاحظ أنّ الإبن الأصغر كان مرتدًا وهو خارج البيت مستسلمًا لشهواته ولكن الإبن الأكبر كان مرتدًا وهو داخل البيت وظهر هذا في تركه البيت وغضبه وعدم إشتراكه في الوليمة ورفضه دخول البيت.
وهو كان مرتدًا مع أنه داخل البيت لأنه عاش بروح العبيد أخدمك.
ينتظر الأجر، بل أنكر فضل أبيه= لم تعطني جديًا.
وهو عاش بروح البر الذاتي (خطية الفريسيين)= قط لم أتجاوز وصيتك.
ومع هذا لاحظ محبة أبيه له وكلماته الرقيقة له، فهو يريد أن الجميع يخلصون.
الإبنين ضلّا، الأصغر إذ إشتهى اللذات الحسيّة ترك بيت أبيه، والأكبر إشتهى اللذات ولكنه ظل داخل البيت غير شاعر بالبنوّة التي تعطيه كل ما للآب، ولكن ما للآب هو ما لا يرى أي المجد المعد في السماء.
الإبن الأكبر ليس له النظرة المستقبليّة للأمور أي للسماء.
وهذا ما سيشرحه السيد في مثل وكيل الظلم الآتي مباشرة في الفصل القادم، وبصورة أوضح في مثل لعازر والغني الذي يرفع أنظارنا إلى لحظة الإنتقال والملائكة تحمل النفس للسماء.
من دونك لا نستطيع شيئاً يا رب،خذنا إلى طريق التوبة فنتنعم بلقياك.
#كلمة حياة
/خادم كلمة الرب/