وجد السيد سوقًا في إحدى مباني الهيكل يدعى دار الأمم. كانوا يبيعون فيه الثيران والغنم والحمام لتقديم ذبائح. وكان هذا الموضع بجوار بركة بيت حسدا.
استخدمها رؤساء الكهنة ومن معهم من أجل الربح المادي، حيث تقدم شهادات بأن الذبيحة بلا عيب مقابل دفع رسم معين. وهكذا أفسدت محبة المال نقاوة العبادة.
كما وجدت المصارف لبيع شواقل الذهب الخاصة بالهيكل لتقديمها.
بلا شك رأى السيد المسيح هذا المنظر قبلًا حين كان يأتي إلى الهيكل، خاصة حين حاور المعلمين وهو في الثانية عشر من عمره، لكنه لم يقم بتطهير الهيكل إلا بعد أن بدأ خدمته العلنية. كما لم يشكوا الأمر إلى رؤساء الكهنة إذ يعلم أن ما يحدث هو بسماحٍ منهم أو بتشجيعهم.
باعة الغنم هم الذين يحوّلون خلاص المسيح، حمل اللَّه، إلى تجارة، فيقتنون أمرًا زمنيًا عوض الخلاص الأبدي، ويطلبون ما هو أرضي عوض السماوي.
حقًا يقول اللَّه عنهم: "رعاة كثيرون أفسدوا كرمي، داسوا نصيبي، جعلوا نصيبي المشتهى برية خربة، جعلوه خرابًا" لأنه حقًا قد فسد كرم الرب، إذ قد تعلموا أن يدوسوا على العبادة الإلهية نفسها، وعن طريق الحب الدنيء للربح عند أولئك الذين أقيموا عليه فإن (الكرم) تُرك عاريًا لكل جهالة.
من هم الذين يبيعون الغنم والحمام؟
هؤلاء الذين يطلبون ما لذواتهم في الكنيسة لا ما للمسيح.
يحسبون كل شيء موضوع بيع بينما لا يخلصون. إنهم لا يطلبون أن يُشتروا بل يطلبوا أن يبيعوا. نعم كان الأفضل لهم أن يخلصوا بدم المسيح، ويأتوا إلى سلام المسيح. الآن ما المنفعة أن يطلبوا في هذا العالم أمرًا مؤقتًا زائلًا أيّا كان هذا الأمر، سواء مالًا أو لذة طعام، أو كرامة تنبع عن مديح الناس؟ أليس هذا كله ريحًا ودخانًا؟ ألا يعبر هذا كله ويهرب...؟ من يطلب هذه الأمور يا اخوتي فان المسيح يطرده خارجا من بيته.
#كلمة حياة
/خادم كلمة الرب/