هنا نجد المسيح يظهر لسبعة من التلاميذ يقوي إيمانهم ليصنع منهم كارزين.
ومن هم السبعة ؟ بطرس الذي أنكر وتوما الذي تشكك وإبنا زبدي اللذان كانا يريدان الجلوس عن اليمين واليسار في ملك زمني تصوروه للسيد، وطلبا ناراً تنزل على من رفض المسيح.
ونثنائيل الذي تصور أنه لن يخرج شيء صالح من الناصرة. نرى هنا هذه الجماعة تذهب لصيد السمك!! (هي حالة من عدم الفهم لبطرس ومن معه، ماذا يعملون بالضبط بعد ترك المسيح لهم).
لقد دعا الرب بطرس أولا قائلاً أترك صيد السمك وأنا أجعلك صياد ناس أي كارز وخادم للبشارة.
ولكنه هنا تساءل كيف يعيش ويأكل مع التكريس، والمسيح الذي دعاه غائب مختفى وهو لا يراه الآن بالجسد.
ولذلك عاد بطرس لمهنته السابقة ليأكل وجذب معهُ ستة آخرين.
وفي تلك الليلة= الليل يشير للظلام ورمزياً لغياب المسيح.
لم يمسكوا شيئاً= هو فشل مرتب من الله حتى يحولهم لصيد النفوس (ويقنعهم أن لا يعودوا لصيد السمك)، وفشل يرتبه لنا الله خيرٌ من نجاح نرتبه لأنفسنا.
ونلاحظ أن غياب المسيح يشير لهُ رمزياً غياب السمك أضف أن السمك يعيش في البحر ولا يغرق ولا يموت مثال للمؤمن يعيش في العالم الذي يشبهه الكتاب بالبحر ولا يموت.
والسمك له زعانف يسير بها عكس تيار الماء.
والمؤمن له قوة النعمة يسير بها عكس تيار شهوات العالم.
"ولما كان الصبح وقف يسوع على الشاطئ ولكن التلاميذ لم يكونوا يعلمون انه يسوع."
ولما كان الصبح = فالمسيح هو شمس البر وهو النور الذي يبدد ظلمة الفشل
"فقال لهم القوا الشبكة إلى جانب السفينة الأيمن فتجدوا فالقوا ولم يعودوا يقدرون أن يجذبوها من كثرة السمك.
ربما يكون صيد السمك المعجزي هو الذي جعل يوحنا يدرك أنه يسوع.
ولكن لمحبته الكبيرة أدرك أنه يسوع قبل باقي التلاميذ.
ونجد بطرس في محبته المندفعة يلقي بنفسه في الماء ليظهر محبته، لعل هذا يعفيه من نكرانه السابق.
وبطرس في بداية تعرفه بالمسيح حين شعر بخطيته قال لهُ "أخرج يا رب من سفينتي" والآن حين شعر بخطيته (عريه) ألقي بنفسه في الماء ليهرب إلى المسيح. ففي بداية علاقة الخاطئ بالمسيح يهرب منه إذ يشعر بخطيته وبعد ذلك يهرب إليه إذ يكتشف محبته.
"فلما خرجوا إلى الأرض نظروا جمرًا موضوعًا وسمكًا موضوعًا عليه وخبزًا."
نظروا جمرًا = فبجانب جمر متقد أنكر بطرس سيده.
وبجانب جمر متقد يسأله المسيح أتحبني، وبعد ذلك أعاده لرعاية شعبه ونال الغفران.
وسمكًا موضوعًا عليه وخبز = هذا درس للتلاميذ أن يهتموا بالكرازة والرعاية والله سيعولهم ولن يتخلي عنهم.
قدموا من السمك = النفوس التي يصطادها الخدام هي للمسيح، هم يعطون المسيح النفوس وهو يعطيهم نصيبهم وطعامهم.
الصيد للمسيح والإدام من الله للخدام.
المسيح هو الذي إستضاف تلاميذه وأشبعهم.
وهو الذي أعطاهم السمك (المؤمنين) وهو الذي حصل عليه، فبدونه لم يكونوا ليصطادوا شيئاً. فليس الساقي شيء ولا الزارع فالله هو الذي ينمى.
اجعلنا ربي اهلا لوليمتك السماوية المعدة للمؤمنين.
#كلمة حياة
/خادم كلمة الرب/