بينما البشريّة مُنشَغِلة ونحن هُنا نُعاني ، هل مِن سبيل للخروج من أزمتنا ؟
أمام هذه المُفارَقات نعيش أيّامنا هذه، مسلوبي الفرح والتَّأثير، فاقدينَ لسلامنا ومُستدعين لحياتِنا القلقَ والخوفَ والارتباكَ.
لا بل ونستسلمُ لعصر الَّذي يقذف بنا في قلب عاصفته الهوجاء.
فهل تعلَم مقدار الخسائر وأنت في قلب هذه العاصفة؟
أخشى عليك أن تخسر أوقاتًا جميلة يمكنك أن تقضيها مع أحبّائك، أو أن يخسر أبناؤك واحتَهم الوحيدة وسط صحراء هذا العالم.
أخشى عليك أن تخسر صحَّتك وتترك الأبواب مُشَرَّعَة على مصراعيها للقلق والإرتباك والخوف.
أخشى عليك أن تحملَك مُتطلَّبات الحياة بعيدًا عن الحياة نفسِها، فبدلًا من أن تعيش مِلء الحياة تبقى فقط على قيد الحياة.
ماذا يريدُ العالم من هذه الحياة وهذا الزَّمان؟
أنت يا مَن تقود سفينة بيتك وعائلتك، ومرساتك بين يديك كي تضعها في مكانها المُناسب بإرشادٍ إلهيٍّ لقلبك.
أنت مَن يبثَّ التَّشجيع لمَن حولِك، والتَّشجيعُ جزء رئيسيٌّ من طبيعة الله؛ فهو "إله التَّعزية" حسب رسالة مار بولس إلى أهل روما (روما ٥/١٥).
وقد أوصانا أنَّ نتمثَّلَ به في (أفسس ١/٥-٢).فهل تُدرك القوَّة العجيبة لكلمة التَّشجيع؟
هو الله الوحيد الذي يُعطي السلام والسلوان والتشجيع هل تُدرك ذلك ؟
رغم إنفجار بيروت وغيره كل يوم هناك مُفاجأة.
لذا إبتعد عن بثِّ الخوف داخل نفسك ولمَن حولك.
لا تنسى أنَّ الرب ينظرُك ويرعاك بكلِّ عناية، ما عليك إلاّ أنّ تقوم بالجزء الخاص بك بكلِّ ثقة وسكينة، وإنتظر يدَه الَّتي لن تتركك وحدك ، فهو إله أمين لا ينسى أولاده.
يحاول الشرّير أن يبثَّ الرُّعب في القلوب ويفرح إن نجَحَتْ خطَّتُه الشَّريرة، فلا تجعله يبتسم بل قف بإيمان مُعلِن أنَّ الرب يسوع إله السَّماء يُعطينا النَّجاح، بِشفاعة والدة الإله التي تسحق رأس الشيطان ، ونحن أولادهم على هذه الأرض نقوم ونبني.
مهما كانت إمكانيّاتُك وقدراتك ، أنت قويٌّ ؛ لأنَّك مُستَخدَمٌ بيد قويَّة لها السُّلطان على كلِّ شيء ولا تقفُ الأزمات في وجهك ، لذا إرتفع فوقَها معلناً انتصارَك .
/الخوري جان بيار الخوري/