لاحظت الأرملة الجميلة أولادها الصغار يهربون من أمام وجهها عندما تعود من عملها مرهقة للغاية.
تساءلت في نفسها : لماذا أحمل هذا الصليب الثقيل؟؟
لقد مات زوجي الحبيب وأنا في ريعان شبابي تاركاً لي ٣ أطفال.....
وها أنا أكدّ وأشقى كل يوم، ولا تفارق "العبّوسة" وجهي.
كرهني الجميع..... حتى أطفالي...... يهربون من وجهي إني لا أحتملهم وهم يلعبون ويلهون... ولكن ما ذنبي ؟؟
صليبي أثقل من أن يُحتمل!!
ركعت الأرملة في إحدى الليالي تطلب من الله أن يأخذ نفسها منها!!!!! فإنّ صليبها لا يُحتمل!!!!!
وإذ نامت رأت في حلم أنها في غرفة مملوءة صلباناً، بعضها كبير والآخر صغير، بعضها أبيض والآخر أسود، وقد وقف بجوارها السيد المسيح الذي تطلع إليها في حنوٍّ وقال لها :
"لماذا تتذمّرين؟؟ أعطني صليبك الذي هو ثقيل عليك جداً، وإختاري لنفسك صليباً من هذه الصلبان التي أمامكِ لكي يسندك حتى تجتازي هذه الحياة."
إذ سمعت الأرملة هذه الكلمات ..... قدّمت صليبها بين يدي المسيح ....صليب حزنها المر.... ومدّت يدها لتحمل صليباً صغيراً يبدو أنه خفيف.
لكن ما إن رفعته حتى وجدته ثقيلاً للغاية.
سألت عن هذا الصليب، فأجابها السيد المسيح :
"هذا صليب شابة أصيبت بالفالج في سن مبكرة وستظل كسيحة كل أيامها، لا ترى الطبيعة بكل جمالها ونادراً ما يلتقي بها صديق يعينها أو يواسيها".
تعجبت المرأة لما سمعته ، وسألت السيد المسيح : "ولماذا يبدو الصليب صغيراً وخفيفاً للغاية؟؟؟؟؟
أجابها السيد المسيح :
"لأن صاحبته تقبّلته بشكر، وتحمّلته من أجلي فتجده صغيراً وخفيفاً للغاية"
تحرّكت الأرملة نحو صليب آخر يبدو أيضاً صغيراً وخفيفاً ، لكنها ما أن أمسكت به حتى شعرت كأنها قطعة حديد ملتهبة ناراً.
صرخت المرأة من شدّة الحرق، وسقط الصليب من يدها.
صرخت الأرملة :
"صليب من هذا يا سيدي؟؟؟"
أجابها السيد المسيح :
"إنه صليب سيّدة زوجها رجل شرّير للغاية، عنيف جداً معها ومع أولادها..... لكنها تحتمله بفرح وتصلّي لأجل خلاص نفسه.
إنطلقت نحو صليب ثالث يبدو أيضاً كأنه صغير وخفيف ، لكن ما أن لمسته وجدته كقطعة جليد.
صرخت: صليب من هذا يا سيدي ؟
أجابها :
"هذا صليب أم فقدت أولادها الستة ... ومع كل ولد ينتقل ترفع قلبها إلى تطلب التعزية، وها هي تنتظر خروجها من العالم بفرح لتلتقي معهم في فردوس النعيم!"
إنطرحت الأرملة أمام مخلصها وهي تقول :
"سأحمل صليبي الذي سمحت لي به..... لكن..... لتحمله أنت معي أيّها المصلوب... أنت تحوّل آلامي إلى عذوبة... أنت تحوّل مرارتي إلى حلاوة..."
"وَمَنْ لاَ يَأْخُذُ صَلِيبَهُ وَيَتْبَعُني فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي. "
(مت ١٠: ٣٨)
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا