أنت يا مريم
فرحنا وتعزيتنا
تعبرين معنا في وادي الظلمات!
ارتفعت كالارز في لبنان
يا ملكة الملائكة
يا سلطانة السماوات
كي ترافقي الذين قتلوا
الذين تحت الردم دفنوا
والذين تبعثروا أشلاء !
بقيت صامدة ها هنا
في نصب من طين على الطريق
تمثالاً حجرياً في وسط الكنيسة
أيقونة في صدر الدار
مزاراً في مدخل البيت
وشاح كتف على القلب
لتنصري وتسندي وتعزي
من جرح وتهشم وتوجع وتألم !
لم تبقي بلا حراك
بل عملت كجندية في وسط المعركة
بسطت رداءك فوق رؤوسهم
رافقتهم الى المستشفى
سندت حائطاً من هنا
وسقفاً متداعياً من هناك
أطفأت حريقاً
مهدت طريقاً
مسحت دمعةً
وقفت في وجه العاصفة تدافعين
فاتحةً ذراعيك لتردي رياحاً هوجاء
عصفاً مزمجراً وسط غيمة بيضاء
قوى شر روحية في السماويات !
لولاك يا حنونة
لطمرنا جميعنا تحت التراب
لصرنا جميعنا رماداً وضباب
جثثاً هامدة بلا حياة !
لانك أمنا ...
يا عروسا" لا عروس لها
لانك الشفيع الاكرم عند ابنك يا مريم
يملأ يسوع جرارنا
يشبع أيتامنا
ينصر أهلنا
ويرمم عظامنا
ينقينا يطهرنا من أجل خلاصنا
ويهبنا من لدنه حياة
تحيي موتانا !
بشفاعتك يا أمنا
نحمل الصليب بفرح وابتهاج
صوب القيامة !
المسيح قام حقاً قام !
/جيزل فرح طربيه/