كان هناك شاب يدعى يوسف ، كان كل ما يتمناه منذ صباه هو أن يصبح ثرياً ويمتلك الكثير من الأموال والمشروعات، لم يتمكن يوسف من إكمال دراسته بل ترك المدرسة مبكراً حتى يستطيع أن يعمل بالتجارة و تبدأ حياته العمليّة مبكراً ليتمكن من جمع المال، كان في تسابق مع الزمن لجمع أكبر قدر من الأموال، فكان يعمل ليل نهار، حتى أنه كان ينسى نفسه ولا يذهب إلى الكنيسة يوم الأحد لأن همه الأساسي جمع المال ، كان يمرّ من أمام أفخم وأجمل المطاعم وتعبق رائحة المشاوي اللذيذة أنفه وتثير شهيته ولكنه كان يستطر عليها ويتمنع عن شراء الطعام حتي يجمع الأموال ويحافظ عليها ولا يصرفها مقابل لذة زائلة.
هكذا كان يوسف يفكّر دائماً حتّى أنه كان يحرم نفسه من الملبس والمسكن وركوب السيارات الفاخرة والطعام والزواج وغيرها من الأشياء الكثيرة التي كان يتمنّاها ولكنه حرم نفسه منها حرصاً على الأموال.
وفي النهاية تمكّن يوسف من تحقيق حلمه وجمع ثروته المنشودة التي كان يحلم بها منذ صباه، وأصبح من أغنى أغنياء بلدته.
وعندها أراد أن يبدأ يوسف يستمتع بحياته الحقيقيّة ويعيشها ويمرح بالملذات التي حرم نفسه منها كثيراً، وقرّر أن يتزوج وينجب أطفالاً، ولكنه حاول أن يتصرّف كالأغنياء، فذهب إلى الطبيب حتى يجري فحصاً شاملاً على نفسه قبل الزواج ...
وكانت الصدمة، فقد أخبره الطبيب أنه مصاب بعدد من الأمراض الخطيرة التي تمنعه من تناول الحلويات واللحومات وأي أكلات دسمة، كما تبيّن أنه لديه أمراض في قلبه تمنعه من الزواج وكذلك ضعف في بصره يمنعه من قيادة السيارات وغيرها الكثير والكثير ...
عاد يوسف إلي بيته حزيناً.
نظر إلى خزنته المليئة برزم الأموال ، فندب حظة وهو يضيف إليها رزمة جديدة تحتوي على وصفات الطبيب التي ربما لن تنتهي أبداً ...
وهكذا فوّت يوسف قطار حياته ولم يتمكّن من عيشها على الرغم من أنّه جمع كل الأموال التي يتمنّاها ظنّاً منه أنّها سوف تجعله يعيش الحياة سعيداً بعيداً عن الله والتي كان يتمنّاها
عزيزي القارئ...
لا تعبد ربّين...
من المُهم جمع المال لحاجاتك الضروريّة ولكن حياتك الإيمانية أهمّ فلا تهملها .
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/