HTML مخصص
11 Aug
11Aug


«لم يعَقِد أيُّ إنسانٍ إتفاقاً مع الله بخصوص ميعادِ موتِه، فهو يأخُذُ كلّ واحدٍ منّا في أفضلِ وقتٍ من حياته، وبطريقةٍ خاصّة، لكي يُخلّص نفسَه.

وإذا رأى الربُّ أن إنساناً ما سَيتحسّن، فسوف يُعطيه مزيداً من الوقت.

أما إذا كان سَيصيرُ إلى حالةٍ أسوأ، فسيأخُذُه إليه ليُخلّصَه.

سَينقُلُ الله إلى حَضرته بعض الذين يَحيونَ حياةً خاطئة لكن لديهم النِيّة لفِعل الصَلاح، ولو كان ذلك قبل أن تَتسنّى لهم الفُرصة لذلك، لأنهُ يَعلمُ بأنّهم كانوا سيفعلون ذلك لو أُعطِيَت لهم الفُرصة.

وكأنّه يقول لهم، "لا تُرهِقوا أنفُسَكم لأن نِيَّتكُم الحَسَنة كافية".

وقد يختارُ الله أن يأخذ إنساناً صالحاً لأنّ الفردوس يحتاجُ إلى مزيدٍ من الأزهار.

من الطبيعي أن يَستَصعِبَ الأهلُ والأقارب فَهمَ هذا.

فعلى سبيل المثال، قد يموت طفلٌ ويأخُذه المسيح إلى أحضانه ويُعانقُهُ كملاكٍ صغير. 

ورغم أن الأهل سَيبكون ويحزنون، فيجدُرُ بهم أن يفرحوا لأنّهم لن يعرفوا الحالة (الروحية) التي سَيصيرُ عليها ولدهم لو عاش وكَبُر.

هل كان سيخلص؟... قد يَحملُ موتُ الطفل بين طيّاته منفعةً جزيلةً لأهله.

وليعلموا أنه منذ تلك اللحظة صار لديهم سفيرٌ (شفيع) في الفردوس.

وعندما يموت هؤلاء الأهل، سَيظهرُ أولادهم عند أبواب الفردوس بأجنحةٍ ملائكية ليستقبلوا نفوسهم.

وهذا ليس بالأمر البسيط!»


/القديس باييسيوس الآثوسي/


عن كتاب: «جزنا بالنار والماء» / مكتبة البشارة، بانياس ٢٠٠٥ / ص ١٤٦-١٤٨

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.