إنشغل هذا المستشار بعمله وبمشاغل العالم فكانت علاقته بالله ضعيفة، أمّا زوجته وأولاده فقد إرتبطوا بالكنيسة إرتباطاً قويًّا.
سمح الله بأمراض شديدة للرجل .. كان قد تقدّم في العمر وظلّت الآلام تلازمه مدّة طويلة.
زاره أحد الكهنة فسأله المستشار : ما هدف ربّنا من الألم؟ لماذا يعذّبني ربنا؟
قال هذا لأنّه عانى كثيراً من آلام المرض.
فبدأ الكاهن يشرح له كيف أنّ الألم شركة في صليب المسيح وله بركات كثيرة.
ولكن لأنّه قد أُصيب في الكبد بفيروس سي ثم بعد هذا أُصيب بمرض السرطان، ودامت هذه الأمراض مدة ثماني سنوات فكانت معاناته شديدة لذا تأثر قليلاً بكلام الكاهن.
كان هذا الرجل يقرأ في الكتاب المقدّس ، ولكن معرفته له كانت نظريّة، ولم يدخل كثيراً في تطبيق الكلمات ، ولكن بعد زيارة الكاهن إهتمّ أكثر من ذي قبل بقراءة الكتاب المقدّس.
بعد حوالي شهر ونصف، طلب أن يزوره الكاهن مرة أخرى.
وبدأ يسأل بعُمق في الكتاب المقدّس ، فأجابه الكاهن وحدَّثه عن وعود الله لأولاده المُحتملين الآلام المتمسّكين بوصاياه.
تأثّر الرجل وطلب من الكاهن أن يعترف معه لأول مرة وإعترف إلى حدّ كبير.
إزدادت آلام المرض وبدأ الرجل يشعر بقُرب النهاية، فطلب أن يرى كاهناً وأمامه إعترف بكل شيء.
قال له الكاهن : لقد أصبحت نقيَّا تماماً كورقة بيضاء.
فرح الرجل وصلّى له الكاهن ورشمه بالزيت.
بعد إنصراف الكاهن بساعات قليلة دخل الرجل في غيبوبة لمدة خمسة عشر يوماً.
ثم إنتبه بعدها وتكلّم قليلاً.
وبعد هذا إرتفعت روحه إلى السماء.
ففرح الناس بتوبته وتعلّق قلبه بالقديسين وبالسماء قبل إنتقاله والذي ظهر في كلماته الأخيرة.
أخي ... أختي :
الله يحبك وأعدَّ لك مكاناً في السماء.
إنّ مكانك في قلب الله لا يملأه غيرك وهو يريد أن تستعد حتى تصل إلى ملكوت السموات.
التوبة والإتّضاع أقصر الطرق إلى قلب الله، وتساعدك على فَهْم الكتاب المقدّس فترتفع صلواتك الحارّة إلى الله، وتتنقّى فتصير أهلاً للفرح السماويّ.
الكتاب يقول عن الرب :
"الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ."
(الرسالة الأولى إلى تيموثاوس ٢ : ٤)
ويقول أيضاً :
"إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ."
(رسالة يوحنا الأولى ١ : ٩)
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/
أضغط هنا... للإنتقال إلى صفحاتنا على سوشيال ميديا