كنتُ شاباً في العقد الثاني من العمر متديّناً أذهب للكنيسة و أواظب على الصلاة و التوبة و الإعتراف و حضور القداسات و التناول .
و عندما تخرجتُ من كليّة الهندسة ، حرصتُ على الزواج من شابة متديّنة ، و عشتُ في سعادة عدة سنوات إلى أن تعرفتُ على أصدقاء السوء.
و بدأتُ أهملُ في صلواتي تدريجياً ، و تكاسلتُ عن حضور القداس.
و بدأتُ أدخّن السجائر ثم تدرجت إلى شرب الكحول ثم المخدرات.. و أهملتُ صحتي و بيتي .
و كانت زوجتي ترجوني أن أترك هؤلاء الأصدقاء دون جدوى.
تتوسّل إليّ مرة ، و تطلب من كاهن الكنيسة أن يفتقدني ، فكنتُ أعتذر بمشاغلي عن مقابلته .
لكني أعترف ، بيني و بين نفسي ، إني كنت أحاول أن أهرب من الجحيم الذي أعيش فيه ، و لكن كيف ؟ بالذهاب إلى جحيم آخر .
و في يوم رجعتُ لبيتي وقت الفجر مترنّحاً ، من الكحول ، فسمعتُ صوت زوجتي تتحدّث لشخص بصوت مسموع ، و كانت تقول له :
”يا حبيبي …… ليس لي في الدنيا غيرك …….”
”يا للخائنة” هذا ما قلته في نفسي فدخلت على غرفة النوم ظنّي أنّها كانت تتكلّم على التلفون و إنهلت عليها بالضرب و السباب ، فقد تصوّرت أنّها تخونني .
و في اليوم الثاني ، رجعتُ مبكراً بمنتصف الليل !! لكي أضبط الجريمة ، فسمعت نفس الصوت و نفس الكلمات ”يا حبيبي ليس لي في الدنيا غيرك..”
فتأكدت من الخيانة و ثرت و غضبت و إندفعت أنوي أن أقتلها بالرصاص و ...
يا لهول ما سمعت ، لقد سمعت هذه المسكينة التي إنهلت عليها بالضرب بيوم الفائت و التي كدت أن أقتلها تقول : ”يا حبيبي يا يسوع ، ليس لي في الدنيا غيرك.أرجوك يا سيدي المسيح لا أريد أن أدخل السماء إلاّ إذا دخلتها مع زوجي الحبيب.إني مستعدّة أن أتحمّل الضرب والإهانة لكني غير مستعدة أن أدخل السماء وحدي بدونه. أرجوك يا حبيبي يا يسوع ، أرجعه لحضنك ، خذ عيني ، خذ صحتي ، خذ كل ما لديّ ، لكن أرجع زوجي لحضنك ، فلن أدخل السماء وحدي”
و سرعان ما أفقت من غيبوبتي الطويلة التي دامت سنين …… ودخلت عليها و ركعت معها عند قدمي يسوع أبكي بدموع ، إذا كانت هذه هي محبة زوجتي المخلصة فكم تكون محبتك .... يا إلهي.
ثم قلتُ لزوجتي سامحيني لقد أخطأت إلى السماء وإليكِ......
فبدائت بمعانقتي و قلتُ من أعماقي ”لا لن أرجع للخطية و لا لأصدقاء السوء” أمّا زوجتي فكانت دموع الفرح تسيل منها كأنهار …… و عادت السعادة لبيتنا
أعزائي...
الصلاه تصنع المعجزات ...صلّوا كل حين ولا تملّوا...
"إعلموا أن الرب يستجيب لصلواتكم إن واظبتم على الصوم والصلوات أمام الرب" (سفر يهوديت ٤: ١٢)
#خبريّة وعبرة
/خدّام الرب/