قبل صياح الديك وبزوغ الفجر تشتدّ الظلمة فتنهار العزيمة، وتلين الارادة وينكر المؤمن معرفة الرب فيقع من الغربال أو الفخ الذي أراده له الشيطان.
إن مسيرة الانسان المؤمن بالمسيح يعترضها الكثير من التجارب المتنوعة والمتعددة في الحياة اليومية.
والتجارب حتمية لأن يسوع نفسه تعرض لثلاث منها في البرية ولكنه ثبت وانتصر، ويطلب من محبيه أيضاً أن يثبتوا معه في تجاربه.
هذا يعني أن التجارب اليومية هي تجارب يسوع، فهو يشارك الإنسان في الصليب أولاً ومن ثم في القيامة.
هذه الشراكة عُمدت بالدم وتستمر بالافخارستيا: مائدة الارض صورة عن مائدة السماء "أَنْتُمُ الَّذينَ ثَبَتُّم مَعِي في تَجَارِبي...تأْكُلُوا وَتَشْرَبُوا عَلَى مَائِدَتي، في مَلَكُوتي".
عندما تشتدّ التجربة على الإنسان يتزعزع أركان إيمانه، فإذا رضخ وفقد الرجاء ينهار حتماً، هنا تظهر رحمة يسوع الذي يشاركنا تلك اللحظات العصيبة فيصلي لنا كي نعبر ظافرين سواد الليل ونستقبل معه بزوغ الفجر "ولكِنِّي صَلَّيْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِئَلاَّ تَفْقِدَ إِيْمَانَكَ".
أثناء التجربة يظن المؤمن أن الرب تخلى عنه فيفقد إيمانه وهو السلاح الوحيد للانتصار عليها، لكن يسوع يكون حاضراً على طريقته يصلي من أجله لئلا يبقى يتيما في معركة الحياة..خضع بطرس لتلك التجربة وأنكر يسوع ثلاث مرات قبل صياح الديك، ولكنه انتصر بقوة الحب وأعلن ثلاث مرات أنه يحب يسوع وأكمل مسيرته حتى النهاية.
ونحن اليوم مع بطرس نطلب منك يا رب أن تصلي من أجلنا لئلا نفقد إيماننا بك وتغلبنا التجربة، أعطنا قوة الروح القدس في لحظات ضعفنا فننتصر بك ومعك على حيل الشيطان. آمــــــــــــين.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/