عندما يدخل رسول المسيح إلى أي مدينة أو قرية أو بيت أو أي جماعة أخرى فهو يدخل بإسم المسيح ويحمل رسالة المسيح أي ملكوت الله، ملكوت الحب.
والحب هو بذلٌ مستمر للنفس في سبيل الآخرين..
لا يحمل الرسول مشروعاً خاصاً به، ولا يُبشر بعقيدة أو فلسفة أو طريقة أو منهج فكري بشري، بل يحمل مشروع المسيح وفكر المسيح وشخص المسيح.
"الذي يسمع منكم يسمع منِّي، والذي يرذُلكم يُرذِلني، والذي يُرذلُني يُرذل الذي أرسلني" (لوقا ١٠ / ١٦)
فالمسيح يتكلّم مع الإنسان يومياً في شخص من يحمل رسالته، وهو حاضر من خلال من يبشر بكلمته، وهو يدبر ويوجه ويشفي جراحات البشرية بواسطة كنيسته.
يقول القديس بولس :
"إذ أنتم تطلبون برهان المسيح المتكلم في، الذي ليس ضعيفًا لكم، بل قوي فيكم" (٢ كو ١٣ /٣).
فمن يطلب برهاناً قاطعاً عن حضور المسيح في العالم فلينظر ويتأمل حياة من حمل رسالته عبر التاريخ حتى اليوم، ويدرس جيّداً التحولات الهائلة في حياة من سمع كلمة الرب.
ورسول المسيح يعلم جيداً هذه الحقيقة لذلك لا يضيّع وقته في المماحكات والجلسات واللقاءات غير المجدية، فهو دائماً على عجلة من أمره، يسير دون توقف، يتكلّم دون خوف، يعطي دون حساب، لأنه يحمل المسيح في داخله ويشعر أن المسيح يحمله، لذلك لا يهادن ولا يراوغ ولا يجادل ولا يتلون ولا يلتوي ولا يتراجع حتى النهاية.
"مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." (غلاطية ٢ / ٢٠)
وأنت اليوم تكون مساهماً في بناء ملكوت الله عندما تفتقد "المنقطعين" بإسم المسيح وتجبر منكسري الخاطر المسيح... عندما تطعم من ذاتك، كما فعل المسيح، الذئاب البشرية الجائعة إلى الحب فتتحول "الذئاب إلى حملان"، وتطفىء "الشراسة باللطف" والفجور بالطهارة، والكفر بالإيمان ، والشك بالرجاء، والحقد بالحب... وتستمر بذلك مبشراً "بالنعمة" حتى يرعى "الذئب مع الحمل"(أشعيا ٦٥ / ٢٧).. طبعاً لن تخاف أن تكون حَملاً بين الذئاب فالذي أرسلك يقدم لك العناية والرعاية .
"لأن الخروف الذي في وسط العرش يرعاك، ويقتادك إلى ينابيع ماء حيَّة، ويمسح الله كل دمعة من عيونك" (رؤ ٧/ ١٧)
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/