كيف لي يا رب أن أدخل في ثقب الابرة؟ وهو لا يسع سوى لخيطٍ رفيع يمرّ به بصعوبة يستعمله الخيّاط الماهر ليجمع به ما مزّقته الخطيئة في شخصيتي!!!
ليس لي أحدٌ سواك يُضمّد جراحي... فالكبرياء أصابتني بالصميم، جعلتني منتفخاً بذاتي لا أرى من هم حولي فكيف لي أن أراك؟
ألقي عني أيها السيد حمولتي الزائدة، فرّغني من إدعاءاتي الكاذبة، من أوهامي القاتلة، من تعاستي قبل النهاية، من حقارتي قبل الوصول إلى ثقب الابرة هذا...
لا تجعلني أنصرف من أمام وجهك حزيناً، فأنا أيضاً ذَا مالٍ كثير... غنيٌ بما لي فقيرٌ بما لك...أكتنز بشخصيتي فكر العالم وعاداته أكثر من فكرك وطيبتك، أعمل لارضاء ذاتي وشهواتي أكثر من العمل بإرادتك ومشيئتك...
أحفظ وصاياك على لساني منذ صباي وأسكّر بوجهك أبوابي الداخلية لئلا تكتشف مرارتي وفظاعة بؤسي...
ها إني أسلمك يا رب طائعًا مفاتيح قلبي... فرغماً عنّي أدخل إلى غرفي السوداء...حطّم أسواري العالية التي تحجب عني نور وجهك...
أنظر إليّ بمحبة فتذوب نفسي أمامك... علّني أشعر بعوزي الدائم إليك وفقري المدقع إلى قلبك وجوعي المستميت إلى خبزك فأجلس معك إلى مائدتك وأشبع من نظراتك الحانية إليّ...
أعطني يا رب القدرة كي أتجاوب مع هذا الحب الغير محدود، والغير مشروط، لأتخلى عن كل شيء كي أربح كل شيء.. لا تجعلني أذهب فارغاً بحزني متعلّقاً بمالي أكثر من تعلّقي بما لك.. ولو أن هذا الامر غير ممكن عندي انما هو ممكن عندك لأنك شفوق رحيم محب للبشر... ساعدني كي أُفرغ ذاتي وأمتلىء منك ومن ثم أُغمض عينيّ على نعمتك وأستريح بك. آمين.
نهار مبارك
/الخوري كامل كامل/