ما أعظم إيمانك أيتها المرأة، كسرت حاجز اختلاف القوميات والجنسيات، أنت من بلاد كنعان، البلاد التي تعبد الأوثان، ولا تعرف الله، رغم ذلك طلبت الرحمة من يسوع وهو رجلٌ يهودي، واليهود يؤمنون أنهم شعب الله المختار، وباقي الشعوب كالكلاب أنجاس، لا تجوز عليهم الرحمة...
ما أعظم إيمانك أيتها المرأة، كسرت حاجز اختلاف االدين، وعالم اليوم يشتعل تطرفاً من الشرق الى الغرب!!!... الأبرياء يُنحرون ويدهسون ويغتصبون وفِي ذلك عبادة لربح السماء وحوريات الجنّة...
ما أعظم إيمانك أيتها المرأة، كسرت حاجز اختلاف الجنس بين الذكور والإناث، وعالم اليوم يطالب بإخراج تونس من العالم العربي لانه يعترف للمرأة بحقوقها الطبيعية!!!... لا زالت المرأة تُدفن في منزل ذويها وفِي منزل زوجها بحجة أنها عاطفية غير عقلانية، تُدفن بالعادات... تدفن بالقانون.... تدفن بالثياب بحجة أنها عورة....
ما أعظم إيمانك أيتها المرأة، كسرت حاجز الطبقات، فأنت من الضواحي، من أحزمة البؤس والحرمان، خرجت من بؤرة الفقر والتهميش، فأخرجت معك ابنتك لا بل شعوب الارض كلها الى نور الحرية، حرية أبناء الله...
ما أعظم إيمانك أيتها المرأة، كسرت حاجز التحجر الفكري وقاعدة أن اليهود هم أبناء الأسياد وباقي الامم هم كلاب الارض.... صرختِ صرخة دَاوُدَ "إرحمني" صرخة أعمى أريحا، صرخة من باع كل ما يملك ليشتري حقل الكنز، صرخة الأبرص، صرخة النازفة... فكان لك ما أعطي لهم وأكثر.... كان لك يسوع... ومن كان لديه يسوع لديه العالم بأسره...
السنا الى الان نتصرف مثل اليهود، مثل التلاميذ؟ ألا نحكم على الناس غيابيا؟ ألا نصنفهم ونرتبهم حسب مزاجنا؟ ألا نعتبرهم في كثير من الاحيان أنجاسا كالكلاب؟ ألا نتذمر من طلباتهم وثقل دمهم...؟ ألا نعتبر أنفسنا أننا أسياد وغيرنا عبيد؟ ألا نعتبر أن الخلاص لنا والهلاك لغيرنا؟
يقول القديس أغوسطينوس أن "الذين ظنّوا في أنفسهم أنهم أبناء، حرموا أنفسهم من مائدة الملكوت خلال جحودهم، والذين كانوا في شرّهم ودنسهم كالكلاب، صاروا بالحق أبناء يدخلون وليمة أبيهم السماوي".
ما أعظم إيمانك أيتها المرأة برهنت أنه لا شيء مستحيل على الرحمة الالهية...
" ما أعظَمَ إيمانَكِ" اذ أصبحت مثال الكنيسة التي اغتصبت الخلاص بقوة الايمان...
هو الذي أتى الى خاصته "وخاصته لم تقبله"(يوحنا 1 / 11 ).. فهل يقفل باب الخلاص على سائر الامم؟
أحد مبارك
/الخوري كامل كامل/