إنّ الكنيسة الشرقيّة تخصّص هذا اليوم بمديح مار يوحنا المعمدان، وقد إستحق هذا المديح بعد أن عمّد يسوع.
فما من إنسان شَهِد له الله نفسه كيوحنا المعمدان، كما أنّ الإنجيليين أيضاً قد أفاضوا بمدحه.
فالقديس لوقا يقول :
إن أمه العاقر حبلت به بعد أن بشّر الملاك جبرائيل أباه زكريا.
وقد باركه يسوع وهو جنين، إذ قالت أمّه لمريم :
"مذْ بلغَ صوتُ سلامكِ أذُنيَّ، ارتكض الجنين بفرح عظيم في بطني"( لو ١: ٤٤)
نسك يوحنا منذ حداثته في البرية، لباسه من وبر الإبل وعلى حَقوَيه منطقةٌ من جلد.
طعامه الجراد وعسلُ البرّ.
وكان نبياً، إذ تنبأ على المسيح قائلاً :
"سيأتي من هو أقوى مني وهو يعمدكم بالروح القدس والنار".
ودعاه المسيح ملاكاً بقوله :
"هذا هو الذي كُتب عنه: هانذا أرسل ملاكي امام وجهك. وقال للجمع: ماذا خرجتم تنظرون في البرية؟ انبياً؟ نعم اقول لكم انه اعظم من نبي".
لأنه دلَّ على المسيح بالأصبع قائلاً : هذا هو حمل الله.
وهو رسول لأن الله أرسله لينهج الطريق أمام إبنه.
وهو مبشّر لأنه وعظ الناس وبشَّرهم بالمسيح.
بل هو أعظم من رسول لأنه عمّد يسوع رب الرسل.
وهو معترف لأنه إعترف بأنه ليس هو المسيح بل هو رسول أمامه وأنّ المسيح هو إبن الله.
وهو كاهن لأنه من النسل الكهنوتي، ولأنه عَمَّد وخدم رأس الكهنوت ومبدعه.
وهو شهيد لأنه قُطعَ رأسه في السجن إرضاءً لتلك الفاجرة هيروديا.
وحسبُه أنّ المخلص له المجد قال عنه:
"إنه لم يَقُمْ في مواليد النساء اعظم من يوحنا المعمدان"
(متى ١١:١١).
وكان إستشهاده نحو السنة الثلاثين للميلاد.
صلاته معنا. آميـــــــن