بينما كان نابليون يستعرض جيشه، إذا بزمام الحصان يسقط من يده، وكاد الإمبراطور يسقط أمام جنوده، لولا أنّ عسكرياً برتبة نفر عادي أسرع من بين الصفوف ووقف في طريق الحصان المندفع وأصلح من مقعد قائده.
نظر نابليون إلى الجندي الذي خاطر بنفسه وقال له وهو يتناول الزمام "أشكرك يا كابتن"، فردّ الجندي على هذا الشكر بالتحية العسكرية وقال : "كابتن، في أيّة وحدة، يا سيدي ؟"
فسُرّ الإمبراطور من ثقة الجندي وقال :
"كابتن في وحدة الحرس الخاص بالإمبراطور" وحيّاه وإنصرف.
أنزل الجندي بندقيته عن كتفه وترك رفاقه الأنفار وذهب إلى فريق الضباط ووقف بجانبهم بإعتباره واحدا منهم، وهناك سأله أحد الضباط بشيء من التعالي :
"لماذا تقف هنا، أيّها النفر، بجانب الضباط؟"
فكان جواب الجندي :
"أنا رئيس فرقة الحرس الخاص"
فتعجّب الضابط وقال ساخراً :
"مَن قال ذلك ؟"
فأشار الجندي إلى الإمبراطور.
هذا الجندي صدّق قول الإمبراطور وتصرّف بحسب إيمانه رغم كون الأمر غير منطقي.
ما دام الإمبراطور قال أنه كابتن، إذاً هو كابتن حتى ولو لم يقبل ذلك الآخرون.
مرّت بضع ساعات، ونودي الجندي ليلبس اللباس الجديد ويحمل على كتفه وعلى صدره الإشارات التي تدلّ على أنّه رئيس لفرقة الحرس الخاص.
العِبــــــــــــرة
هل نؤمن بما يقوله الرب لنا حتى ولو لم يَبدُ الأمر منطقياً لنا وللناس من حولنا؟!
لا تشكّك في كلام الله لك من خلال الكتاب المقدّس، فعندما قال الرب : "ثقوا أنا قد غلبت العالم" هذا يمنحنا قوّة و ثبات في الشدائد و الضيقات و قدرة التغلب عليها و يزيل الجزع و الخوف من النفوس.
"كُلُّ الْكِتَابِ هُوَ مُوحًى بِهِ مِنَ اللهِ، وَنَافِعٌ لِلتَّعْلِيمِ وَالتَّوْبِيخِ، لِلتَّقْوِيمِ وَالتَّأْدِيبِ الَّذِي فِي الْبِرِّ،" (٢ تي ٣: ١٦)
تشدّد و لا تجزع و ثق في ما يقوله الروح القدس على لسان الرسل و الأنبياء في الكتاب المقدس.
#خبريّة وعبرة /خدّام الرب/