HTML مخصص
21 Aug
21Aug


(نهاية زمن الشيطان على الأرض، بإنتصار قلب مريم الطاهر، وليس نهاية العالم)


القدِّيسُ نيلوس (حبيسٌ ناسكٌ، من القرنِ الخامس) هو من بينِ تلاميذِ القدِّيسِ يوحنَّا فَمِ الذَهبِ ومن الوَرِعِينَ في الدِفاعِ عن مُعَلِّمِه. مُتزَوِّجٌ ولَهُ وَلَدَان.

وَجَّهَهُ البطريركُ يوحنَّا فَمُ الذَهَبِ ليَتَعلَّمَ في الكتابِ المقدَّس (٣٩٨ – ٤٠٣) قَبلَ تَنَسُّكِه.

من ثَّمّ تَرَكَ نيلوس زوجتَهُ وأحدَ أولادِهِ وأَخَذَ معه ولدَهُ الْمَدعُوَّ تيودولَ ليَتَنَسَّكَ معه في جبالِ سيناءَ.

سِيْمَا كاهِنَيْن على يَدِ الأُسقُفِ إيليوسِس.

الأُمُّ معَ الولدِ الثاني ٱعتَنَقَا أيضًا الحياةَ الرهبانيَّةَ في مِصرَ.

أَدخَلَ من خلالِ كتاباتِهِ أَهَّميَّةً كبرى للزَمنِ الَّذي عاشَ فيه، مع أنَّهُ لَم يكن معروفًا كثيرًا في الشَرق.

إشتهَرَ بكتاباتِهِ اللاهوتيَّةِ والبيبليَّةِ والصُوفيَّة، لدرجةِ أنَّ الامبراطورَ كانَ يُراسلُهُ مُلتَمِسًا بعضَ الإستشاراتِ وطارحًا بعضَ الأسئلة.

كَتَبَ عددًا من الرَسائلِ يَرفُضُ فيها الهرَطقاتِ والوثنيَّةَ ويَسُنُّ قوانينَ رهبانيَّةً وزُهْدِيَّةً... ولَم يَنثَنِ عن تحذيرِ رُؤَسائِهِ والأساقفةِ والأُمَراءِ، حتَّى الامبراطورِ نفسِهِ.

عارَضَ بشدَّةٍ اضطهادَ البطريركِ يوحنَّا فَمِ الذَهبِ أمامَ الإمبراطور وجُلَسَائِه.

هو من كبارِ كُتَّابِ الزُهدِ في القرنِ الخامسِ الميلاديِّ.

يُحتَفَلُ بعيدِهِ في ١٢ تشرين الثاني وفقًا للتَقويمَيْن البيزنطيِّ والرُومانيِّ معًا.

من الْمُحتَمَلِ أنَّهُ توُفِّي قُرابةَ سنةِ ٤٣٠ لأنَّهُ لا يُوجَدُ أيُّ دليلٍ على حياتِهِ بعد هذا التاريخ.

تَنَسَّكَ القدِّيسُ نيلوسُ بعيدًا ليصلِّيَ من أجلِ العالَم الَّذي كانَ يَعتبرهُ مُنحرفًا للغاية، لدرجةِ أنَّهُ ٱعتقدَ أنَّ أيَّامَ الأرضِ قد تَمَّتْ.

هذا كانَ منذُ أكثرَ من ١٥٠٠ سنة.

غيرَ أنَّ اللهَ أشفَقَ عليه، وأظهرَ له أنَّهُ لن يكونَ من جيلِ النِهاية.

تركَ لنا القدِّيسُ نيلوس، قَبلَ أن يَرقُدَ ساهرًا على أرضنا من السَماء، النُبوءةَ التالية :


نبوءته :

"بعدَ سنةِ ١٩٠٠ ، وبعدَ مُنتَصَفِ القرنِ العشرين، سيُصبحُ الناسُ في ذاكَ الزَمنِ غيرَ معروفين..."

"حينَ يَقتربُ زمنُ قُدومِ المسيحِ الدَجَّال، ستَستَحْوِذُ الغَرائزُ الحيَوانيَّةُ والمادِّيَّةُ على ذكاءِ البشر: الذِلُّ والفِسقُ (سلوكٌ يَتنافى مع الحشمةِ والوقار) سيَتكاثران.

إذًا، سيَتَغَيَّرُ شكلُ العالَم : سيُغيِّرُ الناسُ مَظهرَهُم لدرجةِ أنَّهُ سيَستحيلُ تَمييزُ الرِجالِ من النِساءِ بسببِ قِلَّةِ الإحترامِ والوَقاحةِ في طريقةِ ٱرتداءِ الثِيابِ وفي مُوضَةِ شَعرِهِم. 

هؤلاءِ الناسُ سيَكُونونَ أشرارًا ومثلَ الحيواناتِ المفتَرسَة، وذلك بسببِ تَجارِبِ المسيحِ الدَجَّال (الشَيطان)".

"الأهلُ وكبارُ السِنِّ لن يكونوا مُحتَرَمِين. الحبُّ سيَختَفي، كما أنَّ رُعاةً مسيحيِّينَ (كهنة) سيُصبِحونَ عَبَثِيِّينَ كُلِّيًّا، غيرَ قادرينَ على تَمييزِ طريقِ اليَمينِ من طريقِ اليَسار : في هذا الوقتِ بالتَحديد، القِيَمُ الأخلاقيَّةُ والعاداتُ المسيحيَّةُ والكَنَسيَّةُ ستَتغيَّر، الناسُ لن يَتحَلَّوا بعد ذلكَ بالتَواضع، وسيَعُمُّ الضَيَاعُ والعِصيان! الكَذِبُ والطَمَعُ أو الجشَعُ سيَستَحْوِذانِ على شريحةٍ كبيرةٍ من الناس، وَويلٌ للَّذينَ سيَكنِزُونَ لأنفُسِهِم الثَرواتِ. 

الدَعارةُ والزِنَى والشُذوذُ الجنسيُّ والنِفاقُ والإغتيالاتُ ستكونُ قاعدةَ المجتَمَع ..."

   

الجُحودُ عنِ الإيمان :

"في هذا الوقتِ المستقبليِّ، وبسببِ القُدرةِ الهائلةِ لِهذهِ الجرائمِ وهذا الفُجُورِ (إنحراف عن العاداتِ والتَقاليد)، سيُحرَمُ الناسُ من نعمةِ الرُوحِ القُدُسِ الْمُكتَسَبَةِ في المعموديَّة، وأيضًا، لن يَتوبوا. ستُحرَمُ الكَنَائسُ من الرُعاةِ (الكهنة) الأتقياءِ والَّذينَ يَخافونَ الله، والويلُ للمسيحيِّينَ الَّذينَ سيَبقَوْنَ على الأرضِ في ذاكَ الوقت : سيَفقدونَ تَامًا إيمانَهم، لأنَّهُ لن يُوجَدَ شخصٌ واحدٌ ليُرشدَهُم إلى نورِ الحقيقة. 

سيَبتَعِدونَ عن العالَم مُتَوجِّهينَ إلى مَخابئ آمنةٍ بِهدفِ تَخفيفِ مُعاناتهِم الرُوحيَّة؛ لكنْ أينما كان، سيُواجهونَ المشاكلَ والعنف.

كلُّ هذا سيكونُ نتيجةَ عملِ المسيحِ الدَجَّالِ الَّذي يُريدُ أن يكونَ إلهَ كلِّ شيءٍ وسيِّدَ كلِّ الكون.

سيَصنعُ عجائبَ وعلاماتٍ خارقةً. 

سيُعطي (المسيحُ الدَجَّالُ) البشرَ المساكينَ أيضًا حكمةً فاسدةً لإكتشافِ طريقةٍ تُمكّنُ الإنسانَ من التَواصُلِ (التَخابُر) مع إنسانٍ آخر، وذلك من جهةٍ إلى أخرى من الأرض.

في هذا الوقتِ عينه، سيُحَلِّقُ البشرُ في الجوِّ مِثلَ الطُيور، وسيَغُوصونَ في عمقِ المحيطاتِ كالأسماك ."

"وعندما يَصِلُونَ إلى هذا الحدِّ (من التَطوُّر)، سيُمضي البشرُ التعساءُ حياتَهم بالرَفاهية، من دون أن تَعرِفَ هذه الأرواحُ المسكينةُ أنَّ هذه الرَفاهيةَ هي خِدعَةٌ من الشَيطان.

وهذا الكافرُ سيَملأُ العلمَ بالكبرياءِ والأباطيل، لدرجةِ أنَّ العِلمَ سيَنحرِفُ عن الطَريقِ الصَحيحِ وسيَقودُ العالَم إلى فُقدانِ الإيمانِ بوجودِ الله، الإلهِ الواحدِ في ثلاثةِ أقانيم ..."

   

     العِقابُ وهزيمةُ الْمُخرِّبِ و"ٱنتصارُ الله" :

              

"حينَها، اللهُ الكُلِّيُّ اللُطف، سيَرى ٱنحطاطَ البشريَّةِ وسيقُصِّرُ تلكَ الأيَّامَ حُبًّا بالعددِ القليلِ من الْمُختارينَ للخلاص، لأنَّ العدُوَّ يُريدُ أن يَقودَ حتّى الْمُختارينَ للوقوعِ في التَجربةِ إذا أَمكَنَهُ ذلك.

حينَها، سَيفُ العِقابِ سيَظهَرُ فجأةً، وسيَهزِمُ الْمُخرِّبَ ويَنتَصِرُ على الْمُفسِدِ وخُدَّامِهِ".


المصدر : "كتاب إنتصار قلب مريم الطاهر، جلجلة الكنيسة ونهاية الأزمنة"

للخوري غسان رعيدي (صفحة ١٢٩ – ١٣١)

تعليقات
* لن يتم نشر هذا البريد الإلكتروني على الموقع.