يحكى أنّ سيّدة مسيحيّة ثريّة رأت في حلم أنّها صعدت إلى السماء وأنّ ملاكاً كان يتقدّمها ليريها شوارع الأبدية، ولقد أخذت الدهشة منها كل مأخذ عندما رأت المنازل متفاوتة في الحجم وسألت الملاك عن السبب في ذلك، فأجابها :
"إنّ تلك المنازل قد أُعِدّت لسكنى قديسين متفاوتين".
وفي أثناء سيرها أتت إلى قصر فخم عظيم، فوقفت أمامه حائرة مبهوتة، وسألت قائلة :
"لمَن هذا القصر الكبير؟!"
فأجابها الملاك :
"هذا قصر البستاني الذي يتعهّد حديقتك".
فأجابته وقد أعترتها الحيرة والإندهاش :
"كيف ذلك والبستاني يعيش في كوخ حقير في مزرعتي!؟"
فقال لها الملاك :
"لكن البستاني لا يفتر عن فعل الخير ومد يد المساعدة للآخرين والتضحية ليسوع المسيح، وهو بعمله هذا يبعث إلينا بما يلزم للبناء بكثرة وفيرة فإستطعنا أن نبني مما أرسل، ذلك القصر الفخم البديع الذي ترينه".
وعندئذ سألته قائلة :
"أسألك إذن يا سيّدي أين منزلي الذي أعد لي؟"
فأراها كوخاً صغيراً حقيراً.
فتملّكها العجب وقالت :
"كيف ذلك؟ إنّني أسكن قصراً بديعاً في الأرض!؟".
فأجابها :
"حسناً، ولكن الكوخ هو غاية ما إستطاع أن يبنيه ما أرسلتيه إلى هنا من مواد بناء".
ثم إستيقظت بعد ذلك من نومها وأيقنت أنّ الله قد كلّمها بذلك الحلم.
- يقول الرب يسوع كل ما تبنيه هنا على هذه الأرض يبقى هنا أما البناء يجب أن يكون للسماء وهي أعمالك الصالحة تأخذها معك إلى الأبديّة.
نلتقي غداً بخبريّة جديدة
خبريّة وعبرة
الخوري جان بيار الخوري